دراسات للكومسيك من المغرب وإندونيسيا وتركيا في صلب نقاشات اجتماع أنقرة
مصر تشارك في الاجتماع الخامس والعشرين لمجموعة عمل النقل والاتصالات التابعة للكومسيك: تعزيز إمكانية الوصول الريفي في دول منظمة التعاون الإسلامي
كتب باهر رجب
في إطار التزامها بدعم التعاون الاقتصادي والتجاري بين دول منظمة التعاون الإسلامي، تشارك مصر ممثلة بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الاجتماع الخامس والعشرين للفريق العامل للنقل والاتصالات (TCWG) التابع للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري (COMCEC) في أنقرة خلال يومي 17 و 18 سبتمبر. تحت عنوان “تعزيز واستدامة إمكانية الوصول الريفي في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي”، يناقش الاجتماع سبل تعزيز البنية التحتية الرقمية والنقل في المناطق الريفية لدفع عجلة التنمية المستدامة.
خلفية حول اللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري (COMCEC)
تعد اللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري (الكومسيك) منبرا أساسيا للتعاون الاقتصادي والتجاري متعدد الأطراف في العالم الإسلامي، حيث تأسست عام 1981 بهدف تعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. تعمل الكومسيك على عدة مجالات تعاون رئيسية، بما في ذلك المالية، والتخفيف من حدة الفقر، والتجارة، والنقل والاتصالات، والتحول الرقمي. وقد عقدت الدورة التاسعة والثلاثين للكومسيك في ديسمبر 2023 في إسطنبول، حيث ناقشت التطورات الاقتصادية العالمية وتعزيز التعاون المالي والنقل والاتصالات والأمن الغذائي والتحول الرقمي بين الدول الأعضاء.
أهداف الاجتماع الخامس والعشرين للفريق العامل للنقل والاتصالات
يركز الاجتماع الخامس والعشرين للفريق العامل للنقل والاتصالات على مناقشة الإطار المفاهيمي والمنهجية لتعزيز إمكانية الوصول إلى المناطق الريفية في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. بناء على نتائج الاجتماع الرابع والعشرين، سيتم استخدام دليل مخصص يحدد الوضع الحالي لتيسير الوصول إلى المناطق الريفية، ويحدد التحديات الرئيسية، ويسلط الضوء على دراسات الحالات من المغرب وإندونيسيا وتركيا، استنادا إلى أبحاث متعمقة وزيارات ميدانية.
المحاور الرئيسية للاجتماع:
نطاق العمل والإطار المفاهيمي: مناقشة الأسس النظرية والعملية لتعزيز إمكانية الوصول الريفي.
المنهجية: تطوير أدوات واستراتيجيات لتحسين البنية التحتية للنقل والاتصالات في المناطق الريفية.
دراسات الحالة: تحليل تجارب المغرب وإندونيسيا وتركيا في تعزيز الوصول الريفي.
التوصيات السياسية: وضع توصيات ملموسة لتقديمها إلى الدورة الحادية والأربعين للكومسيك.
دور مصر في تعزيز التحول الرقمي والتنمية الريفية
تمتلك مصر تجربة رائدة في مجال التحول الرقمي والتنمية الريفية، والتي ستستعرضها خلال الاجتماع عبر ممثلي وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وتعد مبادرة “حياة كريمة” أحد أبرز المشروعات القومية التي تهدف إلى تطوير الريف المصري وتمكين القرى الأكثر احتياجا وسد الفجوة بينها وبين المناطق الحضرية.
تجربة مصر في التحول الرقمي الريفي:
مشروع “حياة كريمة”: يهدف هذا المشروع إلى تحسين البنية التحتية والخدمات في القرى الريفية، بما في ذلك تقديم خدمات الاتصالات والتكنولوجيا لتعزيز الوصول الرقمي.
التطبيقات الذكية: أطلقت مصر تطبيقات ذكية مثل تطبيق “هدهد” لخدمة المزارع المصري، وتقديم المعلومات الإرشادية والإجابة على استفساراته، حيث ارتفعت نسبة المزارعين الحاملين للهواتف المحمولة المتصلة بالإنترنت من 16% في 2015 إلى 60% في 2019.
البنية التحتية للاتصالات: استثمرت الحكومة المصرية أكثر من 2 مليار دولار في عام 2024 لتحديث البنية التحتية للاتصالات وإطلاق خدمات الجيل الخامس (5G)، مما يفتح المجال لثورة في الابتكار تشمل المدن الذكية والصحة والتعليم والصناعة.
دراسات الحالة الدولية المعروضة في الاجتماع
سيتم خلال الاجتماع عرض دراسات حالة من المغرب وإندونيسيا وتركيا، والتي توضح جهود هذه الدول في تعزيز إمكانية الوصول الريفي:
دراسة حالة المغرب:
ركزت المغرب على تطوير البنية التحتية للاتصالات في المناطق الريفية، بما في ذلك توسيع شبكات الإنترنت والهاتف المحمول لضمان وصول الخدمات الرقمية إلى المجتمعات النائية.
دراسة حالة إندونيسيا:
قامت إندونيسيا بتنفيذ مشاريع لتحسين النقل والاتصالات في المناطق الريفية. مع التركيز على استخدام التكنولوجيا الرقمية لتعزيز التعليم الزراعي والخدمات الصحية.
دراسة حالة تركيا:
طبقت تركيا استراتيجيات متكاملة لتعزيز الوصول الريفي. بما في ذلك استخدام التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والخدمات السحابية لتحسين الخدمات العامة في المناطق الريفية.
الرؤى المستقبلية والتوصيات المتوقعة
من المتوقع أن يخرج الاجتماع بمجموعة من التوصيات الملموسة المتعلقة بالسياسة العامة. والتي سيتم تقديمها إلى الدورة الحادية والأربعين للكومسيك. وتشمل هذه التوصيات:
1. تعزيز البنية التحتية للاتصالات: توسيع شبكات الاتصالات والإنترنت في المناطق الريفية لضمان الوصول العادل إلى الخدمات الرقمية.
2. الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة: استخدام الذكاء الاصطناعي والتحليل الضخم للبيانات لتحسين الزراعة والإنتاجية الزراعية في المناطق الريفية.
3. تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص: تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في مشاريع النقل والاتصالات الريفية.
4. تبادل الخبرات بين الدول الأعضاء: إنشاء منصات لتبادل المعرفة والخبرات بين دول منظمة التعاون الإسلامي في مجال التحول الرقمي الريفي.
أهمية التعاون الدولي في تحقيق التنمية الريفية
يعد التعاون بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي عاملا حاسما لتحقيق التنمية المستدامة في المناطق الريفية. من خلال مبادرات مثل الكومسيك. يمكن للدول الأعضاء تبادل الخبرات والموارد لمعالجة التحديات المشتركة، مثل الفقر والبطالة ونقص البنية التحتية. كما أن الشراكات مع المؤسسات الدولية والقطاع الخاص يمكن أن توفر الدعم المالي والفني اللازم لتنفيذ المشاريع الريفية.
خاتمة: نحو مستقبل رقمي شامل للمناطق الريفية
تمثل مشاركة مصر في الاجتماع الخامس والعشرين للفريق العامل للنقل والاتصالات التابع للكومسيك خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الدولي في مجال التحول الرقمي والتنمية الريفية. من خلال استعراض تجربتها في مبادرة “حياة كريمة” والمشاريع الرقمية الأخرى. يمكن لمصر أن تساهم بشكل فعال في وضع سياسات وتوصيات تعود بالنفع على جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. كما أن الاجتماع يمثل فرصة لتبادل الخبرات والتعلم من نجاحات الدول الأخرى مثل المغرب وإندونيسيا وتركيا.
في النهاية، فإن تعزيز إمكانية الوصول إلى المناطق الريفية ليس فقط مسألة تحسين البنية التحتية. ولكن أيضا ضمان أن تكون هذه المجتمعات جزءا من التحول الرقمي الشامل الذي يشهده العالم اليوم. وبالتعاون والالتزام المشترك، يمكن لدول منظمة التعاون الإسلامي أن تحقق تقدما كبيرا في سد الفجوة بين المناطق الحضرية والريفية. مما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة للجميع.