خلف كل إبتسامة حكاية موجعة .. ما تصدقش الصورة

 

خلف كل إبتسامة .. على منصّات التواصل تعرض الحياة كلوحة لامعة الألوان، لكن أحدًا لا يرى ما تحت الطلاء.

كتبت: زينب النجار

تبدو الوجوه باسمة، والبيوت أنيقة، والرحلات مبهجة والفرحة عامرة، لكن خلف كل إبتسامة حكاية موجعة، وخلف كل لقطة حلوة لحظة مُرّة أختارت أن تبقى خلف الكاميرا.

ما من إنسان يعيش حياة مكتملة، حتى أولئك الذين تظنهم “مرتاحين” يحملون شيئًا من الكدر، وجزءًا من الحزن لا يروى.
لكن من ذا الذي يستيقظ ليصوّر خيبته؟ من التي ستقف أمام مرآتها لتُري الناس ثلاجة فارغة أو جيبًا خاليًا؟ من الذي سيصور يده وهي تمتد بالدين، أو قلبه وهو يتفتت على فُقد عزيز؟

جروح خفية

كلنا نحمل جراحًا خفية، نضع فوقها قليلًا من الضحك، وكثيرًا من الصبر، نرتدي القوة كستار مهذّب، ونمضي، نمزح على الإنترنت، نشارك اقتباسًا جميلًا، أو صورة فيها ضوء وضحكة ليس لأننا بخير، بل لأننا نحاول أن نكون بخير، نبحث في الضحكة عن علاج عن رفاهية، وفي المشاركة عن متنفس ينجينا من الغرق والحزن، الحياة لا تمنح أحدًا نعيمًا صافياً، ولا تسلب أحدًا كل الخير..
هي مزيج من بياض وسواد، فرحٍ وحزن، رزق وضيق، ورب العزة قالها بوضوح: “لقد خلقنا الإنسان في كبد” أي في تعب دائم، وأمتحانٍ مستمر، فالدنيا دار شقاء.

 

فلا تنظر إلى صور الناس كأنها مرايا الحقيقة، ربما تلك التي تُعجبك أكثر، خُلقت لتخفي وجعًا أعمق، وذاك الذي يبدو سعيدًا قد التقط صورته وهو ينهار من الداخل، أرحموا بعضكم ،خفّفوا أحكامكم، وكفّوا عن المقارنة،كلّ بيتٍ فيه ما يكفيه من الهم، وكلّ قلبٍ له معركته التي لا تُرى.

أبتسم، نعم. وأنشر ما يبهجك وأسعد غيرك، لكن تذكّر دائمًا أن الحياة لا تُقاس بالصور، بل بما يخبّئه الصبر من قصص، وما يزرعه الرضا من طمأنينة، فالدنيا ليست مسرحًا للكمال، بل ساحة أختبار للإنسان، فكُن رقيقًا .. لأنك لا تعرف ما الذي يحمله الآخر خلف صورته المضيئة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.