حملة أربع حيطان .. 16 يوم لمناهضة العنف ضد الفتيات والنساء تخترق جدران الصمت
حملة “أربع حيطان”.. 16 يوم لمناهضة العنف ضد الفتيات والنساء تخترق جدران الصمت
✍️ بقلم: طه المكاوي
هناك حكايات تُحكى في الضوء… وحكايات أخرى لا تجد طريقها إلا إلى العتمة.
وخلال أيام حملة الـ16 يوم لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات، حاولت حملة “أربع حيطان” أن تفتح بابًا صغيرًا على عالم كامل من الصمت…
عالم تعيشه نساء وفتيات خلف جدران تبدو آمنة من الخارج، لكنها تخفي في داخلها تفاصيل لا تُرى ولا تُسمع… لكنها تُعاش كل يوم.
من هنا بدأت الرحلة.
حكايات خلف الجدران: واقع لا يمكن إنكاره
لم تكن الحكايات التي عرضتها الحملة أحداثًا فردية؛ بل انعكاسًا لواقع معقّد تعيشه نساء في كل مكان.
كشفت الحلقات عن أنماط متعددة من العنف، أبرزها:
الزواج القسري وتزويج الطفلات
العنف الأسري والاغتصاب الزوجي
الاستغلال الاقتصادي والنفسي
الابتزاز الرقمي وانتهاكات تحدث داخل “مساحات يُفترض أنها آمنة”
ثماني حلقات لم تكسر فقط صمت “الأربع حيطان”، بل كشفت حجم العنف المتوارث والمسكوت عنه،
وقدمت أداة مقاومة تعيد طرح الأسئلة حول القوانين، والعادات، والممارسات التي تجعل العنف ممكنًا.
تفاعل واسع… وحاجة أكبر إلى فتح مساحة الكلام
استطاعت الحملة الوصول إلى أكثر من 2.5 مليون مشاهدة وتفاعل عبر منصات مؤسسة قضايا المرأة المصرية.
هذا التفاعل الضخم يعكس عطشًا مجتمعيًا لطرح الحقيقة دون تلطيف، ولإعطاء النساء مساحة للتعبير عن تجاربهن، داخل مجتمع ما زال يُفضّل الصمت على المواجهة.
مؤتمر “الدراما وأصوات النساء”: مراجعة جماعية ومساحة للنقاش الحقيقي
جاء المؤتمر الختامي للحملة ليفتح نقاشًا واسعًا حول قضايا العنف، ودور الفن في كشفه وتغيير الوعي تجاهه.
ناقش المؤتمر:
كيف يمكن للدراما أن تكون أداة للتغيير؟
كيف يعيد الفن تقديم النساء من موقع القوة وليس الإدانة؟
الجوانب القانونية للعنف الأسري وضرورة وجود تشريع واضح ومُلزم
الأبعاد النفسية للعنف وحاجة الناجيات لدعم متخصص
دور الخطاب الديني وتأثيره في تشكيل المواقف تجاه العنف داخل الأسرة
توصيات محورية خرج بها المؤتمر
• أولوية التوعية المستمرة كخط دفاع أساسي ضد العنف.
• الإسراع بإصدار القانون الموحّد لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات لضمان حماية فعلية وشاملة.
• تفعيل آليات حماية الناجيات والمبلّغات والشهود دون استثناء.
•تعزيز دور الدراما والفنون كقوى ناعمة داعمة للتغيير الاجتماعي وفضح العنف المسكوت عنه.
نحو إصلاح جذري وبنية قانونية عادلة
أثبتت حملة “أربع حيطان” أن العنف القائم على النوع الاجتماعي ليس مجرد سلوك فردي، بل بنية اجتماعية وقانونية تحتاج إلى إصلاح شامل.
لذا تؤكد مؤسسة قضايا المرأة المصرية على:
ضرورة إصدار القانون الموحّد لمناهضة العنف بكل مواده وآلياته.
حملة “أربع حيطان”.. 16 يوم لمناهضة العنف ضد الفتيات والنساء تخترق جدران الصمت
إصلاح قانون الأحوال الشخصية بما يضمن حماية النساء داخل الأسرة، ويضع حدًا للهشاشة القانونية التي تكرّس تعرضهن للعنف.
الحكايات لم تنتهِ… ولن نصمت
تنتهي فعاليات الـ16 يوم، لكن قصص النساء لا تنتهي.
ويبقى العمل مستمرًا… بالتشريع، بالوعي، بكسر الصمت، وبتحويل الحكايات إلى قوة تغيير.
العنف قد يحدث خلف أربع حيطان…
لكن مواجهته تبدأ من صوت لا يُسكَت،
ومن قانون لا يستثني،
ومن مجتمع يختار حماية النساء… لا إسكاتهن.