حرق القرآن ..وتجاهل الصغار وأيام الحر …..

حرق القرآن ..وتجاهل الصغار وأيام الحر …..

بقلم / إيمان سامى عباس  

يتحدثون في عدد من العواصم العربية عن الدعوة لعقد قمة إسلامية علي مستوي وزاري لمناقشة تداعيات الإساءة المتكررة إلي القرآن الكريم ومواجهة ظاهرة الاسلاموفوبيا حول العالم واتخاذ الاجراءات اللازمة بشكل جماعي بهذا الشأن.

اهتمام الدول العربية والإسلامية بنصرة دين محمد عليه الصلاة والسلام والقرآن الكريم هو اتجاه مطلوب ويستحق التقدير ولكن التعامل في هذه القضايا يستوجب الترفع عن الصغائر أو الدخول في مواجهات مع المتطرفين والمرضي وهو ما قد يمنحهم قوة وتأثيرا وانتشارا أيضاً.

ان التعامل مع الصغار والصغائر يكون بالتجاهل والازدراء والابتعاد عن نشر الأخبار المتعلقة بهذه الحوادث الفردية أو حتي الجماعية التي لا تعني شيئاً ولا تمثل تهديدا ولا تشكل فارقا والتجاهل يغلق الباب أمام حوار قد يتطور إلي نوع من التعصب والكراهية ويفتح الباب أمام دعاة التطرف لزيادة مساحة التباعد بين مختلف الثقافات والأديان وتعزيز خطاب الكراهية الذي يعمل عليه البعض لدوافع تتعلق بالخوف من التركيبة السكانية المحتملة والمتوقعة في عدد من الدول الأوروبية نتيجة لزيادة أعداد المسلمين.

والمواجهات في هذه القضايا لا تحتاج إلي مؤتمرات وقمم سوف تضعف موقفنا لأن ما ينجم عنها من توصيات وقرارات لا يجد مجالا للتنفيذ وهو ما يعني اعداد أوراق الضغط التي نملكها.. والمواجهات في هذه القضايا تحتاج أن تدار بحكمة ودون انفعال.. ففي أوقات الغضب تضيع كل معالم الطريق.

***

الحراره المرتفعه!!

ولا توجد معركة هذه الأيام أهم من كيفية مواجهة درجات الحرارة المرتفعة والاحتباس الحراري الذي يهدد كوكب الأرض بالانفجار والانصهار..!! وقد بدأ الانصهار فعلا وتعرضنا له من جراء ارتفاع غير معهود في الحرارة جعلنا نلزم بيوتنا ونتردد مائة مرة قبل الإقدام علي خطوة متهورة بالخروج إلي الشارع.

وحين نتحدث عن هذه الأجواء الحارة ونحن في بيوت ومكاتب وسيارات مكيفة فإننا نتذكر بكل الاحترام والتقدير هؤلاء الذين اضطرتهم أعمالهم ووظائفهم وظروف الحياة إلي التواجد تحت الشمس الحارقة في الشوارع ليوفروا لنا سبل الراحة والأمان.

وعندما جلس الشاب الصغير أمام أحد الأفران علي الطريق الزراعي بين القاهرة والاسكندرية لكي يقوم بشواء الذرة ويشاركه عدد من الشباب يقفون لبيعها في رحلة البحث عن الرزق الحلال في درجة حرارة غير عادية فإن الناس التي كانت تتوقف للشراء ليس من أجل الذرة المشوية وإنما من أجل تقدير إصرارهم وجهودهم وصراعهم مع الحياة.. ما أحلي الرزق الحلال.. وما أروع من يقدرون ويحترمون كل باحث ومجاهد في سبيل لقمة العيش.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.