ثقافات وسلوكيات تحتاج لإصلاح : صرخة في حب الوطن .. التعلم من تجارب الآخرين
ثقافات وسلوكيات تحتاج لإصلاح : صرخة في حب الوطن .. التعلم من تجارب الآخرين
بقلم /إيمان سامي عباس
ثقافات وسلوكيات تحتاج لإصلاح… تقول الحكمة: “أنا لست غبيا حتى أتعلم من أخطائي، عليّ أن أتعلم من أخطاء غيري”، وهي مقولة تختصر طريق النجاح وتجنّب تكرار الفشل. فالتاريخ مليء بالدروس والعبر، ومن الحكمة أن نستلهم منها ما يعيننا على إصلاح الحاضر وبناء المستقبل. إن ما أكتبه هنا ليس موجها لأشخاص بعينهم، بل هو نابع من حب صادق للوطن وحرص على الشأن العام، مع إيمان راسخ بأن العمل وحده هو السبيل للوصول إلى ما نصبو إليه، كما أكد رئيس الدولة المخلص والمصلح.
مشكلات سلوكية تهدد المجتمع
هناك مجموعة من السلوكيات السلبية المتجذرة في المجتمع المصري، والتي تمثل عوائق أمام التقدم، منها:
ـ الانغماس في التفاصيل وإهمال القضايا الكبرى، ما يؤدي إلى فقدان الرؤية الشاملة للتحديات الحقيقية.
– غياب الإحساس بالمسؤولية الفردية تجاه المجتمع.
* رفض الآخر بناءً على الشللية والمصالح الشخصية .
* عدم تقبل النقد مهما كان موضوعيًا، واعتباره هجومًا شخصيًا.
* إهمال تكريم السابقين وعدم الاستفادة من خبراتهم.
ـ شيوع النميمة والشائعات بهدف المكايدة وإقصاء الآخرين.
ـ سوء اختيار القيادات نتيجة الأهواء الشخصية، بعيدًا عن معايير الكفاءة.
ثقافة الاستحواذ وإقصاء الكفاءات
من المظاهر المؤسفة أيضًا اعتبار الشأن العام مجالًا مستباحًا، سواء من بعض المسؤولين أو المعارضين. فالمسؤول يتصرف وكأن منصبه ملكية خاصة، والمعارض يظن نفسه الخبير الأوحد، وكلاهما يفتقد روح الشراكة. كذلك، هناك من يسعى لإقصاء كل صاحب رأي مخالف، ووضع خطط ممنهجة لجز كل نبتة جديدة قد تمثل قيادة مستقبلية، حتى أصبحت الاستعانة بالكفاءات أمرا نادرًا.
المظهر قبل الجوهر
يضاف إلى ذلك التركيز على التصريحات الإعلامية والصور البراقة بدل العمل الجاد ومواجهة الواقع، مع استمرار البعض في مواقعهم رغم الفشل، ورفضهم تقديم الاستقالة لفتح المجال لغيرهم. وهناك أيضًا من يظهر التعاطف مع المنتقدين سرًا، ويخفي قناعته الحقيقية، متخذا موقفًا مزدوجًا لا يخدم الإصلاح.
هذه السلوكيات ليست قدرا محتوما، لكن علاجها يتطلب شجاعة ووعيًا جماعيًا، والعودة إلى القيم الأصيلة في العمل العام. وأختم بنداء رباني يحذر من اتباع الهوى وخيانة الأمانة: “لا تخونوا الله”، فكل من جعل هواه حاكمًا على أفعاله فقد خان وطنه قبل أن يخون ربه.
كاتبه المقال / إيمان سامي عباس