تعزيز الهوية الثقافية والوطنية لدى الأفراد ..حائط الصد الأخير
تعزيز الهوية الثقافية والوطنية لدى الأفراد ..حائط الصد الأخير
تعزيز الهوية الثقافية .. بلا شك نحن في حاجة للعمل وبشكل سريع ليس لتعزيز الهوية الثقافية وكذلك الوطنية لدى كافة الأفراد . ولكن كيف يتحقق ذلك .
بقلم : نسرين معتوق
إن المجتمعات التي تتطلع إلى مستقبل تكون فيه أكثر تطوراً تدرك أن العمل على ذلك يكمن في إمتلاك حاضرها لأدواته لتتمكن من مواكبة مستحدثات العصر ، خاصة في ظل الطفرة التى يشهدها العالم على كافة الأصعدة العلمية والمادية
والتكنولوجية ، كما أنها و لامحالة تدرك تماماً بأنها وفي ظل العمل على بناء تلك الرؤية لذلك المستقبل لا يجب أن تغفل عن أن تحفظ لنفسها خصوصيتها بأن تحمل و بالتزامن مع ذلك البناء جذور هويتها الثقافية و الدينية والإجتماعية
والفكرية أيضاً لترتسم ملامح مستقبلها بملامح تلك الهوية ، لأن تلك الهوية هي الضامن الوحيد لإستمرارها كمجتمعات ذات طابع يميزها ، دون أن تذوب و تندثر بين باقي الأمم .
أقرأ ايضا:مناقشة كتاب “كانت تُحدث الله” الزميلة غادة العليمى الكاتبة بصحيفة أسرار المشاهير
مفهوم الهوية الواسع
الهوية في مفهومها الواسع هي مزيج من الخصائص و الأنماط السلوكية التي تميز جماعة ما أو شعب ما أو حضارة ما عن غيرهم من الجماعات أو الشعوب أو الحضارات .
و هي مجموعة من الانتماءات المتشابكة و المعقدة التي ينتمي إليها الفرد و من خلالها يتحدد سلوكه و إدراكه لنفسه و من ثم تتشكل من كل ذلك هويته و انتماءه .
الهوية الثقافية و الهوية الوطنية كطوق نجاة :
كما يعلم الجميع فإنه لم يعد هناك مجال للشك في أن العالم و بأكمله يشهد طفرات و تغيرات غير مسبوقة تتطال كافة المجالات و تمس كل الأصعدة ، و يعزز ذلك الثورة التكنولوجية و المعلوماتية و الإتصال ، والتي لم يكن فيها دور لبعض المجتمعات و الدول غير دور المتلقي و المشتري .
و في ظل عولمة مفروضة على الجميع لا تحمل في طياتها الإبداعات التكنولوجية و العلمية فحسب ، بل و حملت توجهات فكرية و سياسية و إجتماعية متعددة – دون فرز و عدد ليس بقليل من التوجهات الإنسانية و الثقافية و الإجتماعية التي لا تتناسب مع مجتمعات عدة – و مختلفة .
و مما سبق فإن اللحاق بركب التطوير و بخلاف أنه ضرورة إلا أنه مفروض و ليس اختيار ، تفرضه عوامل عدة داخلية قبل أن تكون خارجية ، و أي توجه عكس ذلك لن يؤدي سوى لمزيد من ضياع الوقت و تفويت الفرص على المجتمع ككل و لربما لتفكك المجتمع ذاتياً و ذوبانه مع الوقت .
و لكن و في ظل عولمة شرسة نشهدها و لا نمتلك أدواتها فإنه لا بديل عن تعزيز الهوية الثقافية عامة و الوطنية خاصة لما لها من طابع شمولي يضمن أن يضم مختلف أفراد المجتمع الواحد باختلاف انتماءاتهم المتداخلة و المتعددة الأخرى كالانتماء الديني أو حتى العرقي ، فيدخل الجميع تحت مظلة هوية تضمن للجميع نفس الحقوق و تلزمهم بنفس الواجبات .
حيث أن الهوية الوطنية بمفهومها الواسع تجمع كل الأفراد المنتمين لنفس الحيز الجغرافي و نفس التاريخ المشترك و تجمعهم نفس المصالح ، كما يجمعهم و هو الأهم .. وحدة المصير .
نرشح لك:حظك وتوقعات الأبراج في الصحة اليوم.. ماذا تخبئ لك النجوم؟
المؤسسات التعليمية و الإعلامية و تعزيز الهوية :
يجب أن تدرك كلا المؤسستين التعليمية و الإعلامية على السواء – كيان و أفراد – خطورة و دقة المرحلة التي يمر بها المجتمع ، و أهمية الدور المنتظر منهم أداءه ، خاصة لما يمتاز به كلاهما من قدرة تأثيرية واسعة و قدرة أكبر على مخاطبة على عدد غير محدود من الأفراد و تشكيل وعيهم و تعزيزه لصالح تحديات مجتمعهم و قضاياه ، و التعريف بالإرث التاريخي و الثقافي للمجتمع و نقله و ترسيخه ، .
ليتشكل من هؤلاء الأفراد حائط صد قادر على الفرز في مواجهة ذلك الإغراق الثقافي و الفكري و الذي نتعرض له ، قبل أن يكون إغراق تكنولوجي و معلوماتي تقني .