تطريز وشاي… رحلة توثيق التراث الفلسطيني
تطريز وشاي… رحلة توثيق التراث الفلسطيني
ثلاث أجيال من السيدات اللواتي حملن بين أصابعهن حرفة التطريز للنماذج الفلسطينية،
اليوم حملت وفاء غنيم هذا التقليد إلى أبعد من ذلك – حيث نقلت معرفتها بالتطريز إلى آلاف الطلاب في جميع أنحاء أمريكا الشمالية.
من هي وفاء غنيم؟!
مؤلفة كتاب التطريز والشاي: التطريز ورواية القصص في الشتات الفلسطيني، وهو تاريخ شفهي لعائلتها وأنماط التطريز التي نقلتها والدتها.
تدرس غنيم حاليًا ورش عمل في متحف سميثسونيان وتعمل كفنانة مقيمة في متحف الشعب الفلسطيني في واشنطن العاصمة،
هي أيضًا تعمل بجد على كتابها الثاني، حيث توثق أنماط التطريز في مجموعات المتاحف الكبرى والمجموعات الخاصة.
إن تعليم التطريز هو وسيلة للحفاظ على ثقافة عائلتها وإضفاء الطابع الإنساني على التجربة الفلسطينية… فهي قصة قصيرة خاصة تكتب أبجديتها وفاء غنيم.
التطريز لغة غير مكتوبة:
تقول وفاء غنيم إن تطريز ‘لغة غير مكتوبة ، تنقل القصص بين المرأة والمرأة في صمت’. عندما اقتصر التعليم الرسمي في القراءة والكتابة على الرجال، تعلمت النساء الفلسطينيات سرد قصصهن من خلال التطريز. ‘نريد إبقاء القصص حية.’
في عام 2016 ، عندما جلست غنيم لبدء كتابة تطريز وشاي، كانت تجربة التطريز مع والدتها على فنجان من الشاي أثناء تعلم قصص شعبها في صدارة تفكيرها.
قالت غنيم: ‘كانت لدي هذه الدعوة القوية لكتابة كتاب وثق كل الدروس التي قضت حياتها تعلمني بها أنا وأخواتي’.
وهكذا كان بتمويل من مجلس بروكلين للفنون، بدأت في التصوير والبحث عن الأنماط لإنشاء تاريخ شفهي يؤكد على القصص الكامنة وراء الزخارف.
بحلول الوقت الذي نشرت فيه غنيم “ تطريز وشاي ” عام 2018، كانت تُدرِّس دروسًا للتطريز لمدة عام تقريبًا، في نفس العام،
تم اختيار وفاء غنيم زميلة التراث الوطني من قبل الوقف الوطني للفنون، مما يجعلها أول امرأة فلسطينية تحصل على هذه الجائزة.
حفظ التراث :
تتشارك وفاء غنيم ووالدتها في الطرق التي تطورت بها أنماط التطريز بمرور الوقت، خاصة وأن الفلسطينيين استمروا في التطريز في الشتات.
تاريخيًا، تباينت أنماط التطريز من قرية إلى أخرى بسبب محدودية وسائل النقل، حسب قول وفاء غنيم.
لكن بعد عام 1948، عندما بدأ الناس من مناطق مختلفة العيش معًا في مخيمات اللاجئين، بدأت الفروق تتلاشى. تقول وفاء: ‘الآن يرتدي الناس ما يحلو لهم من أي قرية’.
ويؤكد بشارة نصار، مؤسس ومدير متحف الشعب الفلسطيني، ‘من المهم بالنسبة لنا أن نحافظ على قصتنا، وأن ندعي ذلك بصفتنا فلسطينيًا، لإظهار أن التاريخ الغني يعود إلى قرون’.