‬ترنيمة‭ ‬التفاؤل‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬آيات‭ ‬الأمل!!

‬ترنيمة‭ ‬التفاؤل‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬آيات‭ ‬الأمل!!

بقلم/إيمان سامى عباس 

التفاؤل‭.. ‬التفاؤل‭.. ‬فريضة‭ ‬وطنية‭ ‬ودينية‭ ‬ما‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬ريب،‭ ‬فمع‭ ‬اشتداد‭ ‬الأزمات‭ ‬واكتشاف‭ ‬العمق‭ ‬الحقيقى‭ ‬لها‭ ‬يشتد‭ ‬الصراع‭ ‬بين‭ ‬صنَاع‭ ‬الأمل‭ ‬وتجار‭ ‬الإحباط،‭ ‬فهناك‭ ‬من‭ ‬تعييه‭ ‬الحيل‭ ‬باحثاً‭ ‬عن‭ ‬بارقة‭ ‬أمل‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬يسعى‭ ‬مجتهداً‭ ‬مخلصاً‭ ‬لأهوائه‭ ‬فى‭ ‬إشاعة‭ ‬جو‭ ‬من‭ ‬الإحباط‭ ‬واليأس‭ ‬والقنوط،‭ ‬وتستمر‭ ‬أعين‭ ‬الناس‭ ‬معلقة‭ ‬بين‭ ‬أحاديث‭ ‬الهوى‭ ‬وكل‭ ‬وعاء‭ ‬ينضح‭ ‬ما‭ ‬بداخله،‭ ‬فالضغوط‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتحديات‭ ‬السياسية‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬أنظر‭ ‬إليها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬تحديات‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬نحولها‭ ‬إلى‭ ‬فرص،‭ ‬أما‭ ‬غيرى‭ ‬فينظر‭ ‬إليها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬تحديات‭ ‬ستقود‭ ‬حتماً‭ ‬إلى‭ ‬الهاوية

 ‬فهناك‭ ‬من‭ ‬يجد‭ ‬مشكلة‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬حل‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬يجد‭ ‬حلاً‭ ‬لكل‭ ‬مشكلة،‭ ‬إنه‭ ‬صراع‭ ‬بين‭ ‬فريقين،‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬له‭ ‬أهدافه‭ ‬وله‭ ‬مرجعياته‭ ‬وله‭ ‬حواريوه،‭ ‬ونحن‭ ‬الآن‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬نمر‭ ‬بهذه‭ ‬التجربة‭ ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬الوضع‭ ‬مختلف‭ ‬كثيراً،‭ ‬فالخلاف‭ ‬بين‭ ‬الفريقين‭ ‬تخطى‭ ‬مرحلة‭ ‬الرأى‭ ‬وانتقل‭ ‬إلى‭ ‬مربع‭ ‬المواجهة‭ ‬فهناك‭ ‬من‭ ‬يتأهب‭ ‬لبذل‭ ‬روحه‭ ‬لتضميد‭ ‬جراح‭ ‬الوطن‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬يتأهب‭ ‬للرقص‭ ‬على‭ ‬جثة‭ ‬الوطن

 ‬من‭ ‬هنا‭ ‬رأيت‭ ‬أن‭ ‬أعيد‭ ‬ترنيمة‭ ‬التفاؤل‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬آيات‭ ‬الأمل،‭ ‬خاصة‭ ‬وقد‭ ‬انتقلنا‭ ‬بوطننا‭ ‬من‭ ‬غرفة‭ ‬العناية‭ ‬الفائقة‭ ‬على‭ ‬كرسى‭ ‬متحرك‭ ‬صوب‭ ‬وجهة‭ ‬آمنة‭ ‬حددها‭ ‬المخلصون‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬هذا‭ ‬الوطن،‭ ‬وفى‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يقذف‭ ‬بعربة‭ ‬الوطن‭ ‬فى‭ ‬مكان‭ ‬سحيق،‭ ‬لذلك‭ ‬أرفع‭ ‬أذان‭ ‬التفاؤل‭ ‬وأنسج‭ ‬رايات‭ ‬الأمل،‭ ‬لكن‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬بهذه‭ ‬الرايات‭ ‬وهذه‭ ‬الترانيم‭ ‬أن‭ ‬نصلح‭ ‬قلوباً‭ ‬مرضت‭ ‬حتى‭ ‬كرهت‭ ‬هواء‭ ‬الوطن‭ ‬وسماءه؟‭ ‬أنا‭ ‬متفائل‭ ‬ومتفائل‭ ‬جداً،‭ ‬فالتفاؤل‭ ‬تلك‭ ‬الكلمة‭ ‬التى‭ ‬هجرناها،‭ ‬ونحن‭ ‬فى‭ ‬أمس‭ ‬الحاجة‭ ‬إليها‭ ‬ولأنها‭ ‬كلمة‭ ‬اخارج‭ ‬السياقب،‭ ‬ودعوة‭ ‬للخروج‭ ‬على‭ ‬المألوف،‭ ‬فقد‭ ‬يتعامل‭ ‬معها‭ ‬البعض‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬دعوة‭ ‬ساذجة‭ ‬وسطحية‭ ‬ومغرضة‭ ‬ولها‭ ‬أبعاد‭ ‬طبقية‭ ‬وربما‭ ‬ألوان‭ ‬سياسية‭. ‬التفاؤل‭.. ‬تلك‭ ‬الكلمة‭ ‬الرائعة‭ ‬التى‭ ‬نطرق‭ ‬بها‭ ‬أبواب‭ ‬الأمل‭ ‬والمستقبل‭ ‬توارت‭ ‬خجلاً‭ ‬أمام‭ ‬مفردات‭ ‬التشاؤم‭ ‬التى‭ ‬يستخدمها‭ ‬تجار‭ ‬الإحباط،‭ ‬وكأن‭ ‬الناس‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬مقاومة‭ ‬إغراءات‭ ‬التشاؤم‭ ‬الذى‭ ‬يقودهم‭ ‬حتماً‭ ‬إلى‭ ‬الإحباط،‭

 ‬كأن‭ ‬الوجوه‭ ‬تجمدت‭ ‬عند‭ ‬حالة‭ ‬العبوس‭ ‬والتكشير‭ ‬وما‭ ‬عادت‭ ‬صالحة‭ ‬للابتسام‭ ‬مرة‭ ‬أخري

 ‬كأن‭ ‬عقول‭ ‬الناس‭ ‬قد‭ ‬توقفت‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬محطات‭ ‬اليأس‭ ‬والقنوط‭. ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬القضية‭ ‬جديرة‭ ‬بالاهتمام‭ ‬رصداً‭ ‬وتحليلاً،‭ ‬فلماذا‭ ‬يقاوم‭ ‬الناس‭ ‬الشعور‭ ‬بالتفاؤل؟‭ ‬لماذا‭ ‬اختفت‭ ‬الابتسامة‭ ‬المصرية‭ ‬الشهيرة؟،‭

 ‬أسئلة‭ ‬وتساؤلات‭ ‬عديدة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬حوارات‭ ‬مفتوحة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬النخبة‭ ‬لكن‭ ‬المؤسف‭ ‬حقاً‭ ‬أن‭ ‬النخبة‭ ‬نفسها‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬عملية‭ ‬إفاقة‭ ‬سريعة‭ ‬وعاجلة،‭ ‬لأنها‭ ‬فيما‭ ‬يبدو‭ ‬قد‭ ‬دخلت‭ ‬طواعية‭ ‬إلى‭ ‬نفس‭ ‬النفق‭ ‬المظلم‭ ‬المسمى‭ ‬مجازاً‭ ‬نفق‭ ‬االتشاؤمب‭. ‬إن‭ ‬التفاؤل‭ ‬لا‭ ‬يعنى‭ ‬التعلق‭ ‬بسراب‭ ‬الأمل‭ ‬الكاذب‭ ‬ولا‭ ‬يعنى‭ ‬كذلك‭ ‬تجميل‭ ‬الصورة‭ ‬والنظر‭ ‬إليها‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬حقيقتها،‭ ‬إنما‭ ‬التفاؤل‭ ‬هو‭ ‬تعميق‭ ‬للثقة‭ ‬بالنفس‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الرؤية‭ ‬الإيجابية‭ ‬للأشياء،‭ ‬إننى‭ ‬متفائل‭ ‬إلى‭ ‬أقصى‭ ‬درجة‭ ‬ولو‭ ‬كره‭ ‬الكارهون‭ ‬ومبعث‭ ‬تفاؤلى‭ ‬ليس‭ ‬الإيمان‭ ‬المطلق‭ ‬بأن‭ ‬الغد‭ ‬سيكون‭ ‬أفضل‭.. ‬لكن‭ ‬لإيمانى‭ ‬المطلق‭ ‬بقدرتنا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬نجعله‭ ‬أفضل‭.‬

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.