تأهيل الخريجين لسوق العمل !!

تأهيل الخريجين لسوق العمل !!

بقلم/إيمان سامى عباس

بلغ عدد المتعطلين عن العمل 2,169 مليون شخص من إجمالي قوة العمل التي تصل إلى حوالى 31 مليون شخص بنسبة 7 % خلال الربع الثاني من عام 2023 وفقا لما أعلنه الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء .

رغم انخفاض نسبة العاطلين ، إلا إن البيانات التي نشرها الجهاز تحتاج إلى تحليل عميق من الحكومة ، لأنها تكشف أن 84% منهم هم من حملة الشهادات والمؤهلات المتوسطة أو الجامعية أو من الحاصلين على الماجستير والدكتوراه .. وهو ما يؤكد أن الخريجين لا يتناسبون مع سوق العمل .. ولا بد من تغيير الفكر وتطوير السياسة التعليمية لكي يتوافق الخريجون مع ما تحتاجه الدولة من وظائف ومهارات .

.. من المؤشرات المهمة أيضا ان معدل البطالة في المناطق الحضرية والمدن بلغ 10 % ، بينما في الأرياف وصلت النسبة إلى 4.6 % فقط خلال الربع الثاني من العام ، مما يعني أن الشباب في القرى أكثر نشاطا وتصميما على العمل من أهل المدن وعواصم المحافظات ، ولا مانع عندهم من العمل في الزراعة أو تربية المواشي والحيوانات أو صيد الأسماك ، وهي أعمال ربما يتعفف شباب المدن النزول إليها ويظلون في انتظار الوظيفة. التي تحقق لهم ” البرستيج ” أو الجلوس على مكتب في غرفة مكيفة حتى لو ظلوا طوال العمر على المقاهي انتظارا لوظيفة ” ميري ” ربما لا تأتي أبدا .. وقد يكون ذلك لتخاذل البعض منهم ، لكن الغالبيه تفعل هذا الشيء لأنهم تخرجوا غير مؤهلين ولا يمتلكون مهارات الوظائف المطلوبة !! .

كان عدد العاطلين من الذكور 4.8 % من شباب قوة العمل وفقاً لبيانات جهاز الاحصاء ، بينما كانت النسبة أكبر بكثير بين الإناث وبلغت 17.3 % من إجمالي السيدات في قوة العمل ، مما يعني أن البنات أقل حظاً في العثور على الوظائف وهو ما يحتاج إلى بحث ودراسة خاصة وإن أغلب العاطلات هن من المدن ، بينما في القرى ، فإنهن تعملن في مشروعات داخل الأسرة المنتجة !! .

.. ولأن عملية تطوير التعليم وتغيير الفكر تحتاج إلى وقت ، فالمطلوب تدريب الخريجين من خلال تنظيم دورات تؤهلهم للوظائف المعروضة في سوق العمل للقضاء على البطالة وشغل الوظائف الفنية التى لا تجد من يعمل بها فى المصانع !! .

******

تيسيير بناء المدارس بالقرى !!

•• نعاني من نقص شديد في الأبنية التعليميه ، لذلك تشجع وزارة التربية والتعليم على إنشاء المدارس في مختلف المحافظات لسد النقص .. و لكن للأسف ، توجد بعض الشروط الشكلية التي تقف عقبة في طريق قيام الأفراد والجمعيات لبناء دور التعليم ، خاصة في القرى والمناطق العشوائية وغير الحضارية وهذه الشروط تحتاج إلى مراجعة لأن الأهم من الشكليات هو إقامة المدرسة و التحاق التلاميذ بها ، حتى لو كانت مدرسة من فصل واحد !! .

.. لا يمكن لأحد أن يعترض على وضع اشتراطات ومواصفات للمدارس ، و يكون تطبيقها بدقة مقبولا بل ومطلوباً في المدن وعواصم المحافظات وفي الشوارع الرئيسية .. بينما يمكن اتباع بعض المرونة في تطبيق هذه الشروط في الأرياف والكفور والنجوع والأحياء البسيطة ، حتى لا يُحرم أطفالها وطلابها من التعليم ، أو يتكبدون مشقة كبيرة ليذهبوا إلى أقرب مدرسة تكون بعيدة عنهم بعدة كيلومترات !! .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.