في مشهد يختلط فيه الحنين بالحكمة أعلن باسم علي لاعب الأهلي والمقاولون العرب السابق أعتزاله كرة القدم رسميًا ليضع نقطة النهاية لمسيرة أمتدت سنوات داخل ملاعب الكرة المصرية وقرار الأعتزال لم يكن صاخبًا لكنه يحمل بين طياته قصة لاعب عاش في الظل حينًا وتألق حين أحتاجته فرقته تاركًا بصمة لا تُنسى في أرشيف كل نادٍ أرتدى قميصه وتألق من خلاله في ملاعب كرة القدم
أعتزال باسم علي
باسم علي الذي عرفه الجمهور بصفته ظهيرًا أيمنًا مقاتلًا وصبورًا بدأ رحلته الكروية بتحديات كبيرة وأنتقالات مدروسة من المقاولون إلى الأهلي حيث عرف بوفائه للفريق رغم كثافة المنافسة وقلّة الفرص كان أحد الجنود المجهولين في فترات التتويج لاعبًا لا يكثر من الكلام بل يترك أقدامه تتحدث عن التزامه وبذله داخل المستطيل الأخضر واليوم بعد أن طوى سنوات الركض والكفاح والصبر وتقديم افضل أداء
يختار باسم أن يغادر الملعب بهدوء محافظًا على صورته لاعبًا محترمًا ومحبوبًا يسدل الستار على الفصل الرياضي لكنه يفتح الباب لأحتمالات جديدة خارج الخطوط ربما في التدريب أو التوجيه حيث يظل العطاء مستمرًا ولكن في شكل جديد في لحظة هادئة بعيدة عن ضوضاء الأحتفالات أختارر اللاعب المصري باسم علي أن يُسدل الستار على مسيرته الكروية معلنًا أعتزاله رسميًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي
و بعد سنوات قضاها بين جدران الأندية الكبرى وأبرزها الأهلي و المقاولون العرب ولم تكن تلك النهاية صاخبة أو مصحوبة بصيحات الجماهير لكنها جاءت بنفس النضج الذي ميز أداء باسم داخل الملعب صامت وصارم ومليء بالمعاني من المقاولون إلى الأهلي رحلة لاعب لا يعرف التكلّف حيث بدأ باسم علي مشواره في نادي المقاولون العرب حيث شق طريقه بروح اللاعب الشغوف المرح المبدع

و الذي يتحدى الظروف قبل الخصوم وبفضل أدائه الصلب ومهاراته كظهير أيمن عصري لفت الأنظار حتى أستحق الأنتقال إلى الأهلي النادي الذي تتسابق نحوه المواهب لكنه لا يفتح أبوابه إلا للجادين وفي القلعة الحمراء لم يكن باسم مجرد لاعب ضمن التشكيلة بل كان عنوانًا للأنضباط والهدوء مدافعًا لا يطلب الأضواء بل يجعلها تلاحقه بسبب عطائه ورغم المعاناة المستمرة مع الإصابات التي لازمته لمده
الأهلي يوافق على صفقة أحمد عبد القادر..ويستكمل مشوارة في الحزم السعودي
رحلة باسم علي والنهاية
التي تخللت مسيرته ظل باسم يقاتل في كل ظهور ويعود من الغياب وكأن جسده لم يعرف الألم قط لم تسر رحلته كما حلم فالإصابات حرمته أحيانًا من الأستمرارية ومن مكان أساسي في التشكيلة لكنها لم تنتزع منه أحترام الجماهير أو التقدير الفني بل إنه كان من أولئك اللاعبين الذين يُذكرون كلما ذُكر الصبر والاعتزال قرار جاء من الحكمة لا من اليأس وفي لحظة الاعتزال لم يبكِ باسم علي بعد الأعتزال
على ما فاته بل وقف بنظرة متأملة يشكر فيها الملاعب والجمهور والقمصان التي ارتداها قرار أعتزاله لا يعكس نهاية قدرة بل بداية تحول من لاعب إلى شخص ربما يحمل رسالة مختلفة في التدريب أو التحليل أو العمل الإداري واللاعب الذي لم يكن صوته عاليًا داخل الإعلام يرحل بصمت لكنه يترك أثرًا لا يُمحى في وجدان من تابعوه ورسالة باسم علي الأخيرة من داخل الملاعب لكرة القدم الساحرة
قد لا أكون حققت كل ما تمنيت كلاعب لكني خرجت من الملعب مرفوع الرأس وأنا على يقين أنني قدمت كل ما أملك وبهذه الروح أختتم باسم علي مشواره مقدمًا درسًا في النُبل الرياضي وفي أن الأعتزال يمكن أن يكون محطة للفخر لا للحزن هكذا أستطاع اللاعب الشغوف باسم علي أن يختم مسيرتها الكروية بكلمات من القلب بعد رحلة تألق في المستطيل الأخضر حين تتحدث التجربة بصوت الصمت.