الوعي ودوره في تحقيق التنمية المستدامة .. تجديد الفكر كمدخل للتنمية
بقلم: إيمان سامي عباس
الوعي .. شهدت القاهرة فعاليات مؤتمر “الوعي وركائز تحقيق التنمية المستدامة” الذي نظمته الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية برئاسة الدكتور القس أندريه زكي، وبإدارة السيدة سميرة لوقا رئيسة قطاع منتدى حوار الثقافات. المؤتمر الذي اختتم أعماله يوم الثلاثاء حمل بين جلساته دعوة صريحة إلى تعزيز قيم الوعي كخطوة أساسية في مسيرة التنمية.
في الجلسة الافتتاحية.
كما شدد الدكتور أسامة الأزهري، أحد أبرز علماء الأزهر ووزير الأوقاف السابق، على أهمية التفرقة بين الكلام عن التجديد و الكلام فيه. فالأول مجرد نقاشات مطولة، أما الثاني فهو صناعة معرفية جادة تحتاج لفهم الواقع واستيعاب تحدياته. وأكد أن قيم مثل الإبداع، الإتقان، الاستدامة، الابتكار، العمل بروح الفريق، ونكران الذات هي من ركائز صناعة الحضارة وبناء المؤسسات المستقرة. كما أوضح أن الإحسان يمثل ذروة الإتقان، لأنه يضيف بعد الحب والشغف إلى العمل، فيتحول الجهد إلى إبداع حقيقي.
اقرأ ايضا: محمد رمضان .. هل سيتخذ إجراء بعد إيداع نجله في دار رعاية؟
دور المؤسسات الدينية في تشكيل الوعي
الدكتور القس أندريه زكي لفت النظر إلى أن الوعي يشكل الأساس لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن هذا الوعي لا بد أن يقوم على ثلاثة محاور رئيسية: الاقتصادي، والاجتماعي، والبيئي. وشدد على أن التوازن بين هذه المحاور لن يتحقق دون وعي مجتمعي شامل.
وأوضح أن المؤسسات الدينية لها دور محوري بحكم قربها من وجدان الناس وقدرتها على التأثير في سلوكياتهم، فهي قادرة على ربط قيم الاستدامة بالقيم الدينية مثل العدل والرحمة وترشيد الموارد. ويتجلى هذا الدور عبر التعليم والتثقيف، وإطلاق مبادرات عملية تعزز المشاركة المجتمعية والتطوع، فضلًا عن بناء شراكات مع الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص لدعم الاستدامة.
الوعي كضمانة لمستقبل أفضل
المؤتمر أبرز بوضوح أن التنمية المستدامة لا تنفصل عن الوعي الديني والثقافي، بل تستمد منه شرعيتها وقوتها. التوصيات النهائية شددت على أهمية التركيز على التعليم للنشء، وتشجيع البحث العلمي حول العلاقة بين الدين والتنمية، مع الاستفادة من الإعلام في نشر خطاب ديني واعٍ يساند المبادرات التنموية.
لقد عكست كلمات المشاركين، وعلى رأسهم الدكتور أسامة الأزهري، إيمانًا عميقًا بأن التنمية ليست خيارًا ترفيًا بل ضرورة لمستقبل الشعوب. كما أكد المؤتمر أن الوعي ليس مجرد عنصر مساعد في مسيرة التنمية المستدامة، بل هو الضمانة الحقيقية لنجاحها واستمرارها.
كاتبه المقال إيمان سامي عباس