الهيئة العامة للاستعلامات .. تشكيل جديد برؤية مختلفة مواكبة للعصر

لمن لا يعرف أهمية الدور الوطني والنضال المعرفي الذى تقوم به هيئة الاستعلامات في التعامل بحكمة وحنكة وذكاء مع القضايا والأمور، خاصة المواقف الصعبة والمعقدة التي تمر بها الأمة المصرية، وذلك من خلال بث رسائل الوعي وإيضاح حقيقة الموقف المصري بما يدحض الأكاذيب ويفند الشائعات. ويضع المتابع للشأن المصري خارجيًا وداخليًا على اطلاع دائم بالموقف والسياسات.

 

بقلم / سيد البالوي

تاريخ هيئة الاستعلامات

يعود إلى عام 1954، حيث تأسست لتقديم المعلومات وترسيخ قواعد وملامح السياسات الإعلامية على الصعيدين الداخلي والخارجي لشرح سياسة الدولة في المجالات كافة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وموقف الدولة المصرية إزاء مختلف القضايا الداخلية والإقليمية والعالمية. ويذكر الفضل لهيئة الاستعلامات دائمًا في نقل رؤية القيادة السياسية للشعب ونقل تطلعات وآراء الشعب للقيادة السياسية، بما يعزز وحدة الموقف بين القيادة والمواطنين ويحافظ على سلامة وتماسك الجبهة الداخلية للدولة.

 

التشكيل الجديد للهيئة

نشرت الجريدة الرسمية قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى، بإعادة تشكيل مجلس إدارة الهيئة العامة للاستعلامات برئاسة ضياء رشوان، بالقرار رقم 576 لسنة 2025، بتشكيل مجلس إدارة الهيئة العامة للاستعلامات لمدة ثلاث سنوات. ويضم التشكيل الجديد عددًا من الشخصيات العامة والأكاديمية، بهدف تعزيز دور الهيئة في التعبير عن السياسات الرسمية وتوضيح المواقف المصرية في المحافل الدولية.

التشكيل الجديد يضم السفير علاء يوسف نائبًا لرئيس مجلس إدارة الهيئة، والأستاذة الدكتورة ثريا البدوي عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة، والدكتور محمد فايز فرحات رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، والأستاذة نيفين كامل رئيس تحرير جريدة الأهرام إبدو الناطقة بالفرنسية، والأستاذ محمد فهمي رئيس تحرير جريدة الإيجيبشيان جازيت الناطقة بالإنجليزية، والأستاذ عبد المعطي أبو زيد مستشار رئيس الهيئة للإعلام الخارجي.

التشكيل الجديد وتحديات المرحلة

كما تواجه هيئة الاستعلامات في المرحلة المقبلة تحديات لا تقل في الصعوبة عن العامين الماضيين، فقد خاضت مصر حربًا شرسة ضد حملات التضليل والتشويه للموقف المصري. ولعبت هيئة الاستعلامات دورًا عظيمًا في التصدي وإيضاح الحقائق. ولكن في عالم أصبح الإعلام غير الخاضع للضوابط مثل مواقع التواصل يلعب الدور الأكثر حيوية وتواجدًا وانتشارًا من مؤسسات ومنابر إعلامية، بل أصبحت مواقع التواصل تؤثر على محتوى المنصات والشبكات الإعلامية بما جعلها تابعة لها.

وأصبح التواجد بالصفحات الرسمية ونشر المعلومات الصحيحة وسط محيط ضخم. من أمواج الحملات المضللة كطفل يحاول التغلب على أسماك القرش. وتأتي الصعوبة الثانية في مجتمع مازال يعاني من التخبط والتيه باحثًا عن المرشد والمنقذ إلى الطريق الصحيح.

لذا ستحتاج الهيئة إلى تبني سياسة أكثر ديناميكية بالانفتاح على جميع أصوات المجتمع المصري. بما يحقق التغيير المستمر والمثمر ويحقق التواصل والتعاون والتوجيه. من الهيئة إلى جميع المنابر والقنوات الإعلامية. بتبني ثقافة البحث عن مقدمي المحتوى الإيجابي. وليس السعي وراء التريندات المصطنعة. من اختلاق قصص وقضايا وتضخيم السلبيات بما أحدث إرباكًا وإخلالًا. وفوضى على مستوى الرأي العام المصري.

حيث أصبحت الوزارات تهتم بأصحاب التريند والمحافل والمؤتمرات. وأصبح تواجدهم على شاشات الإعلام المصري أكثر. بل وأمحى وجود أصحاب الرأي والفكر والثقافة فأصبحنا و كأننا أمة هشة فارغة تحركها الغرائز والشهوات.

تشكيل جديد برؤية جديدة

كذلك نتطلع مع التشكيل الجديد للهيئة رؤية جديدة تعيد للمشهد الإعلامي. الجدية والجودة وإظهار إيجابيات المجتمع المصري. هذا الشعب العظيم الذي يعلم الدنيا الثقافة والحضارة والتقدم. لأبد أن يعلى فيه قيمة الفلاح والصانع، قيمة العلم والعمل. وليس مؤدي المهرجانات وفيديوهات الخروج عن القيم والأخلاق. نحتاج إلى قرارات حاسمة مانعة، فقد أصبحنا ككتاب للوطن لا نجد من يستقبل كتاباتنا. عن دعم الدولة بحجة أن الشعب محتاج المحتويات الأخرى.

علاوة على ذلك أصبحنا لا نرى برامج تستضيف المثقفين ولا الشعراء حتى في المناسبات الوطنية. حتى في عز الهجوم على مصر كانت تخلو ساحة الإعلام المصري الداخلية. عن وجود أصوات تدافع عن مصر. لذا نهنئكم وندعمكم ونتمنى لكم ولنا ولوطننا مستقبلًا جديدًا مشرقا. بالتعاون الراقي بالعقول المصرية المبدعة المخلصة للوطن في كل المراحل وعلى كل الأحوال وفي جميع المجالات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.