الهدر … عادة خطيرة تسلب البركة من الطعام والماء والحياة
بقلم : سامية البابلى
الهدر .. في زحام الحياة اليوم، أصبح عادة تتسلل إلى تفاصيل يومنا… هدر في الطعام، في الماء، في الوقت ، وحتى في النِعم الصغيرة التي نملكها ولا نُدرك قيمتها تابع التحليل على أخبار مصر.
فعند البعض هو أسلوب …هو سلوك يبدأ من الإفراط بلا وعي وينتهى بخسارة تكاد تكون متعمدة.
ما هي علاقتنا بالغذاء
هل علاقتنا بالغذاء هو تحصيل حاصل؟
هل هو سهل المنال؟
هل هي عادة مستمرة؟
أم بسبب الندرة نشتري ونكتنز لكي لا نتضرع جوعا؟
بالنسبة إلى العديد من الأشخاص في العالم، أصبح هدر الأغذية أشبه بعادة، بحيث نستمتع أن نشتري من الغذاء ما يزيد على حاجتنا، أو نترك الفاكهة والخضار تفسد في منازلنا، أو نأخذ حصصًا غذائية تفوق ما نستطيع أن نأكله.
في المنزل: غالبًا ما تكون نفايات المستهلك ناتجة عن الشراء الزائد والهدر فى تحضير الوجبات
تعتبر الأطعمة الصالحة للأكل غير صالحة للأكل عندما تتدهور جودتها وتصبح غير صحية وضارة ويبقى مرقدها هو القمامة لتموت الى الأبد ولا يستفاد منها
إن الطعام الذي يُرمى هو طاقة، وجهد، ونِعمة عظيمة أُهدرت بلا حمد ولا شكر.
هل من حل؟ نعم.. فالحل هو الشراء بحكمة على قدر الإستهلاك الآدمى…فنحن كبنى آدم خلقنا للإكتفاء لا للإفراط …فالطعام الذي اكرمنا الله به خلقه لنتقوت منه وليس لنتركه حتى يفسد ونلقيه فى القمامة، او نشتري زيادة عن إحتياجاتنا فيخزن ويبلى.
آن الأوان لكى يتسنى لنا أن نغير عاداتنا كي لا يصبح هدر الأغذية نمط عيش معتاد، فلنحترم الطعام ولا نسرف ولا نقطر …ونشتري ما نحتاج اليه فقط وبقدر استهلاكنا ولا نخزن… ولنعلم أن هناك من يحتاج الى كسرة الخبز ..فلنحافظ عليها.
نقطة ماء تعنى الحياة
وفي الماء، يُصبح الهدر أكثر خطورة…
حين نترك الصنبور مفتوحًا بلا داعٍ، أو نُسرف في استهلاك المياه في تنظيف أو زراعة أو حتى وضوء بلا تقدير، نُهدد أحد أعظم الموارد التي أوصانا الله بالحفاظ عليها، فقال تعالى: “ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين.”
عندما تكون سلسلة الهدر متنوعة ومستمرة، فهى سلسلة لا نهاية لها …فالهدر لا يقف عند حدود الطعام والماء فقط بل يمتد إلى هدر الوقت في اللهو المبالغ، وهدر الصحة في العادات الضارة، وهدر المال في ما لا نحتاج إليه.
كل هذه السلوكيات تسرق البركة من حياتنا، وتتركنا في فراغ نفسي رغم الوفرة الظاهرة.
الوعي هو البداية
أن تبدأ بمراقبة استهلاكك، وتقدّر النعمة قبل أن تُفقد، وتُدرّب نفسك على الاعتدال.
الهدر ليس حرية شخصية، بل هو مسئولية أمام الله وأمام نفسك وأمام الأجيال القادمة
“النِعم لا تدوم مع المسرف، والبركة لا تعرف طريق المُبذرين… احفظ ما لديك، يحفظك الله فيما تحب.”
“اللهم ارزقنا حسن التدبير، ونعمة الاعتدال، واغمر قلوبنا شكرًا على ما وهبت، ولا تجعلنا من الغافلين عن نعمك.
كاتبة المقال
الأستاذة سامية البابلى
كاتبة كتابة مقالات ومراجعات الكتب وتبدع في الفن التشكيلي والديكوباج وتؤمن بأن التعبير الإبداعي بالكلمة والريشة .