النظام ليس ترتيبًا فقط، بل هو إنسجام مع جوهرك الحقيقي

 

بقلم/ سامية البابلى

للنظام إن كان سر واحد فهو إنسجام المظهر مع الجوهر ، فكما أن لكل منا بصمته الخاصة وشخصيته المتفردة، فلكل منا أسلوبه الخاص أيضا فى التنظيم.. وحين نسمع كلمة “النظام”، يذهب ذهننا تلقائيًا إلى ترتيب الأغراض، تنسيق الألوان، تنظيم المواعيد، وتجميل ..
المساحات…لكن النظام الحقيقي أعمق من ذلك بكثير
النظام هو مرآة داخلية تعكس وعي الإنسان،

إنسجام المظهر مع الجوهر

قد ترى شخصًا أنيقًا، لكنه فوضوي في أفكاره، متضارب
في أقواله، متسرّع في أفعاله… فهل يكتمل الجمال هنا؟
النظام لا يعني فقط أن تضع كل شيء في مكانه الصحيح، بل أن توظف كل شيء لما خُلق له
أن تجعل كل تفصيلة تخدم غاية، وكل عنصر يؤدي وظيفة.

النظام في حياتك ليس في ترتيب رفوفك فقط، بل في ترتيب أولوياتك…

في أن تعرف متى تتكلم ومتى تنصت، متى تُسرع ومتى تهدأ، متى تُعطي ومتى تتراجع، وحين يتناسق المظهر مع الجوهر، تشعر بأن هناك انسجامًا…
الملامح تُعبّر عن الطمأنينة، الحضور يُشعّ بالثقة، الكلمات تخرج في وقتها، والمواقف تشهد أنك حقيقي من الداخل كما من الخارج.


فكر قليلًا…
ما فائدة غرفة مرتبة إذا كان العقل مشوشًا؟
وما جدوى هندام أنيق إذا كان القلب متسخًا بالضجيج؟
النظام الحقيقي يبدأ من الداخل… من النية، من التفكير المرتب، من الضمير الحيّ الذي يُرتب النوايا قبل الأفعال.
رتب أفكارك، طهر نيتك، نظّم وقتك، عش بتناسق، لا بتكلّف.
اجعل لنظامك معنى، واجعل لمظهرك رسالة صادقة تعكس نقاءك الداخلي.
فالجمال لا يُقاس بعلب مزينة، بل بروح متزنة تعرف كيف توظف كل شيء في مكانه الصحيح


من مزايا التنظيم: كما ذكرت الكاتبة جولى مورجنسترن

– توفير الجهد والوقت  المهدرين  فى البحث عن الأشياء.
– المحافظة على الأشياء وتوفير تكاليفها
– تنظيم الميزانية، حيث أن تنظيم أشياءك فى أماكنها يعنى عدم شراء المزيد من الأشياء الجديدة قبل أن نفسح لها مكانا بين الأشياء القديمة، مما يعنى أنك ستضطر الى مراجعة ما لديك قبل أن تتخذ قرار الشراء..وبذلك ستتوقف عن الشراء الإنفعالى، وليد
اللحظة.
– لا تتبع غريزتك فى حب التملك.
– عليك إعادة أسلوبك فى تنظيم بيتك حتى يستجيب لقدرات ذاكرتك .
– نظم المكان تدريجيا واقتطع من وقتك الجزء الذي يسمح به..

لا تبطئ فى عملك التنظيمي وخذ قرارك وإبدأ على الفور وتذكّر دائمًا:
“ليس الجمال في ترتيب الأشياء، بل في أن تنسجم مع حقيقتك… فحين يلتقي المظهر مع الجوهر، يُصبح الإنسان لوحة متكاملة من الصدق والاتزان.”.

 

كاتبة المقال
الأستاذة سامية البابلى
كاتبة كتابة مقالات ومراجعات الكتب وتبدع في الفن التشكيلي والديكوباج وتؤمن بأن التعبير الإبداعي بالكلمة والريشة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.