النائب ليس مجرد مقعد بل مسؤولية وميثاق مع الشعب

النائب ليس مجرد مقعد بل مسؤولية وميثاق مع الشعب

بقلم / ياسر عبدالله

في عالم السياسة غالبا ما تضيع حقيقة التمثيل النيابي وسط ضجيج الشعارات والوعود البراقة فيرى البعض أن النائب مجرد مقعد يضمن له الحصانة والنفوذ ولكن في الحقيقة يجب أن يكون النائب هو صوت الشعب وضميره وممثلا حقيقيا لتطلعات المواطنين وآمالهم إن الدور الحقيقي للنائب يتجاوز حضور الجلسات البرلمانية أو إلقاء الخطابات المنمقة بل هو إلتزام عميق بالعمل من أجل الوطن والمواطن

-دوره ومسؤولياته ما له وما عليه

لا يمثل النائب نفسه فقط أو يمثل دائرته الإنتخابية وأهلها بل يمثل الوطن بأسره فإن دوره الرئيسي يتمثل في التشريع والرقابة حيث يقوم النائب بصياغة القوانين ومناقشتها لضمان أنها تخدم الصالح العام وتواكب التحديات المعاصرة كما يمارس دوره الرقابي على عمل الحكومة ويراقب أداء الوزراء والمؤسسات الحكومية للتأكد من أن الأموال العامة تستخدم بكفاءة وشفافية

إلا أن هذا الدور لا يخلو من المسؤوليات والواجبات التي تقع على عاتق النائب و عليه أن يكون صادقا وشفافا مع ناخبيه وأن يضع مصالح الوطن فوق أي مصلحة شخصية أو حزبية ولا يمكن أن يكتفي النائب بالوعود الإنتخابية بل يجب عليه أن يترجمها إلى أفعال ملموسة وعليه أن يكون قريبا من المواطنين ويستمع إلى مشاكلهم ويحاول حلها بكل ما أوتي من قوة وأن يكون جسرا يربط بين المواطن والدولة كما أن النائب ليس من الضروري أن يكون خبيرا في كل مجال ولكن عليه أن يكون قادرا على فهم التحديات الإقتصادية والإجتماعية التي يواجهها الوطن وعليه أن يتعاون مع زملائه النواب ومع الخبراء لتقديم حلول مستدامة حيث إن مهمته تتطلب منه بذل جهد مستمر والتعلم الدائم والبقاء على إطلاع بمتغيرات الساحة السياسية و الإقتصادية

– مكافحة الفساد وتلبية تطلعات المواطنين

لقد مل المواطنون من الوعود الفارغة التي لا تسمن ولا تغني من جوع إنهم يتطلعون إلى نواب حقيقيين يجسدون الأمل في التغيير وهذا ما أكد عليه فخامة الرئيس في دعوته إلى مكافحة الفساد فإن هذه الدعوة ليست مجرد شعار بل هي خارطة طريق يجب على كل نائب أن يتبعها إن النائب الحقيقي هو الذي يقف بحزم ضد أي شكل من أشكال الفساد سواء كان ماليا أو إداريا وعليه أن يكون القدوة في النزاهة والشفافية

ويجب أن يدرك النائب أن مهمته الأساسية هي خدمة المواطنين وتلبية تطلعاتهم و هذا يتطلب منه الإستماع الجيد لمشاكلهم والمشاركة الفعالة في صياغة القوانين التي تحسن من جودة حياتهم سواء كانت تتعلق بالصحة أو التعليم أو البنية التحتية وعليه أن يتفاعل مع هموم المواطنين بجدية وألا يتركهم يشعرون بأنهم مهملون أو أن أصواتهم لا تصل إلى المسؤولين أو أن أصواتهم تشتري بالمال

ختاما المسؤولية مشتركة

فلا يمكن تحميل النائب وحده مسؤولية كل شيء إنها مسؤولية مشتركة بين النائب والمواطن وعلى المواطن أن يختار النائب الصالح الذي يرى فيه الكفاءة والنزاهة وأن يتابعه ويحاسبه على أفعاله وعلى النائب أن يكون عند حسن ظن ناخبيه وأن يضع نصب عينيه دائما أن مقعده البرلماني هو أمانة ثقيلة وأن عليه أن يؤديها بإخلاص وتفان فإن النائب الحقيقي هو الذي يترك بصمة إيجابية في حياة الناس ويساهم في بناء وطن قوي ومزدهر و لتحيا مصر دائما وترتقي بإخلاص أبنائها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.