المشاركة في الإنتخابات واجب وطنى وتمكين سياسي

المشاركة في الإنتخابات واجب وطنى وتمكين سياسي

 

بقلم: الدكتورة دليلة مختار

 

تعيش مصر فترة أجواء سياسية بحالة جديدة تتناسب مع التطور الإقتصادي و الفكري الذي أحرزته منذ تولي فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم في 2014 

و الإنتقال من عهد الإستبداد و التعسف السلطوي في الرأي إلى عصر المشاركة و الحوار الوطني الذي يشارك فيه كل فئات المجتمع ترسيخا لمبادئ الديمقراطية التي نادى بها الشعب المصري في ثورتي يناير 2011 و يونيو 2013.

أيام قليلة تفصلنا عن بدء الإنتخابات الرئاسية 2024 و دخول أربعة مرشحين في السباق الإنتخابي، يرسمون من خلاله رؤى و أفكارا مختلفة يسعون من خلالها إلى الوصول لتحقيق أفضل ما تستحقه مصر و المصريون.

و لذلك وجب التنويه و التوعية بضرورة المشاركة في الإنتخابات و النزول إلى صناديق الإقتراع لإبداء الرأي في من نراه مناسبا لمكانة رئيس جمهورية بحجم مصر و ما يتوافق و إرادة شعبها.
فالمشاركة في الإنتخابات ليست بثقافة سياسية أو تأدية عمل أنت مخير فيه فحسب.

و إنما هو حق مواطنة قانوني مكتسب بموجب الدستور، وواجب وطني يفرض مشاركة جميع من لهم الحق القانوني في الإنتخاب للمشاركة في صنع القرار، و هو جزء أصيل في تحقيق التمكين السياسي.
و لمن يتساءل عن مدى أهمية التصويت.

فهناك أسباب وجيهة تجعل 65 مليون مواطن ممن لهم حق التصويت أن يشاركون في الإدلاء بأصواتهم و يتوافدون على صناديق الإقتراع للإدلاء بأصواتهم.

و من أهم تلك الأسباب:

1- التصويت هو أول وأبسط طريقة للعمل في الديمقراطية

إن استخدام حق الفرد في التصويت هو إحدى الطرق لممارسة مواطنته، فهو يسمح للمواطنين بحماية حريتهم و العمل على تنشيط و ممارسة العملية الديمقراطية.

2- التصويت إلتزام ومسؤولية

يرتبط حق التصويت في مصر ارتباطا وثيقا بالجنسية، فقط الأشخاص الذين يحملون الجنسية المصرية يمتلكونه، باستثناء أولئك الذين حرموا منه بقرار من المحكمة أو بعض البالغين تحت الوصاية.
وفي بلجيكا، يتم استدعاء كل شخص مسجل في قائمة الناخبين حيث يستوجب عليه الحضور إلى مركز الاقتراع في دائرته الانتخابية، وفي حالة الامتناع عن التصويت تتم معاقبة الشخص الممتنع، من التوبيخ البسيط إلى الغرامة.

و في حالة حدوث غياب بدون عذر على الأقل 4 مرات في أقل من 15 سنة تتم إزالة المواطن من قائمة الناخبين لمدة عشر سنوات، وهو ما يترتب عليه عدم حصوله على أية ترقية أو تعيين أو تمييز من سلطة عامة خلال هذه الفترة.
وهو ما يؤكد مدى الإرتباط الأصيل للمشاركة في الإنتخابات بحق المواطنة و المسؤولية التي تقع جراء الإستهانة به.

3- التصويت واجب

من واجب كل مواطن أن يشارك في الحياة السياسية بشكل عام، حيث يساعد التصويت في التأثير على القرارات السياسية المستقبلية التي ستؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على مستقبل الناخبين.

4- يتيح التصويت الفرصة لاختيار الممثلين

يمكن لكل مواطن أن ينتخب المرشحين الذين يثق بهم ، أولئك الذين يشاركونهم نفس الآراء والقيم والرؤية، و المهم هو مقارنة برامج الأحزاب و المرشحين المختلفة من أجل تحديد أي منها يحمل أفكارنا.

5- التصويت مهم لجميع أنواع الانتخابات

سواء كانت الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية أو المحلية أو غيرها. فإن كل اقتراع مهم.

6- الحق في التصويت هو نتيجة نضال طويل

فمثلا في الانتخابات البلجيكية الأولى في عام 1831 ، كان حق التصويت مخصصا فقط للرجال الأثرياء الذين تزيد أعمارهم عن 25 عاما. منذ ذلك الحين ، تطور النظام بشكل كبير، نتيجة للعديد من الاحتجاجات والإضرابات ، حيث أصبح الحق في التصويت على قدم المساواة للجميع موجودا منذ عام 1948 ، بغض النظر عن دخل الناخبين.

7- إذا لم تصوت

فإنك تمنح الآخرين الفرصة لاتخاذ قرار نيابة عنك
تتيح لك المشاركة في الانتخابات إبداء رأيك واتخاذ قرارك الخاص بشأن مستقبل الحي و المحافظة التابع لها و البلد وبالتالي بشأن مستقبلك، و الامتناع عن التصويت لا يسمح لك بالتعبير عن صوتك ، ولن يسمعه قادة المستقبل أو يأخذونه بعين الإعتبار .

8- التصويت هو خيار شخصي وسري

فالناخب وحده هو الذي يحدد المرشحين الذين يقرر انتخابهم، وهو غير ملزم بالكشف عن اختياره لأي شخص. الهدف؟ حدد أولوياتك في البرامج الانتخابية المختلفة دون أن تتأثر بالأشخاص من حولك.

9- التصويت هو عمل مدروس

الشيء المهم هو أن تأخذ الوقت الكافي لمعرفة ما يقترحه كل حزب سياسي أو مرشح و وسائل ذلك تتمثل في الاستماع إلى المناظرات ، وقراءة البرامج ، والمشاركة في المناقشات… هي أمثلة على مصادر المعلومات التي تسمح للجميع بانتخاب المرشح (المرشحين) الذي يتوافق معهم.
و أخيرا، أقول لكل مواطن و مواطنة، خد قرارك و اختر من يناسب متطلباتك و انزل ضع رأيك في صناديق الإقتراع.

كن قدوة وطنية لأبنائك و علمهم أن التصويت حق و مواطنة و تمكين.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.