المرأة بين كمال نضج الخمسين وانطلاق الشباب وبراءة الطفولة
الوصية النبوية الشريفة بالطفلة
المرأة بين كمال نضج الخمسين وانطلاق الشباب وبراءة الطفولة
بقلم د. رحاب أبو العزم
المرأة بين كمال نضج .. تمر وكما هو معروف بمراحل عمرية مختلفة الملامح متنوعة المشاعر والأفكار ؛ فهي الطفلة التي أوصى النبي صلى الله عليه وسلم به؛ فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من ولدت له ابنة فلم يئدها ولم يهنها، ولم يؤثر ولده عليها ـ يعني الذكرـ أدخله الله بها الجنة”، ومما لا يخفى على أحد أننا مازلنا نعيش في بعض الثقافات العربية والمسلمة ملامح الذكورية التي نهرت الطفلة البنت، وأمدت الولد بحقوق ما أنزل الله بها من سلطان؛ فأنجبت أفكارًا تمنح بها الرجل منذ نعومة أظافره قوة السيطرة الفكرية والاستهزائية بدور الأنثى حتى قامت ردود فعل شاذة من بعض الأفكار النسائية تنادي بالمساواة التامة في القوامة والميراث بين الرجل والأنثى، وما كانت الحركات النسائية التي شذت عن الحق والدين إلا رد فعل أعمى لكل فكر ذكوري نبت ضد البنت والفتاة والمرأة. ولقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالحنان والتعاطف مع الطفلة؛ حيث روى جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (مَن كان له ثلاثُ بناتٍ يُؤدِّبُهنَّ ويرحَمُهنَّ ويكفُلُهنَّ وجَبَت له الجنَّةُ ألبتةَ، قيل يا رسولَ اللهِ: فإن كانتا اثنتينِ؟، قال: وإن كانتا اثنتين، قال: فرأى بعضُ القوم أن لو قال: واحدةً، لقال: واحدة)
الكلمة الطيبة مع الفتاة والمرأة تغير الأحوال

إن من أهم ما يميز طبائع الأنثى من الثلاثينات إلى ما بعد الخمسين بأنها تسعد وتتبدل بل تصغر في عمرها وتنطلق إذا ما قيل لها كلمة طيبة تهز كيان قلبها بصدق، إن كان للكلمة الطيبة تأثيرها الإيجابي على الإنسان عامة فهي لها السحر إن قيلت للأنثى؛ حيث تتبدل أحوالها من الحزن إلى السعادة، ومن الهم إلى التفاؤل، ومن الفشل إلى الانطلاق صوبًا لنجاح يبهر الناظرين إليها، وعلى الوجه الآخر إن سمعت كلمة موجعة فهي إلى الاكتئاب والهم وكأنها تحمل شجن السنوات بين ضلوعها. للأنثى مشاعر فياضة لذا فتأثرها بالكلمة أبلغ من الرجل، وتأثرها بالموقف الإيجابي أبلغ من الرجل فلقد فطرها الله تعالى على العاطفة الغالبة كي تتهيأ إلى أعظم وظيفة لها وهي الأمومة، وبعد الخمسين يزداد التأثر بالكلمة الحلوة والموقف الراقي فلقد ازدادت رومانسية ممزوجة بالعقل وحكمة السنوات فما أبرعها من أنثى.
أنثى الخمسين فوق قانون الطبيعة
إن أنثي الخمسينات قد تنجح ببراعة في استفزاز مشاعر زوجها بأنوثتها وبراءة قلبها مع خبراتها الحياتية؛ فهي تجمع في قلبها جميع مراحل العمر وكأنها تلقي بنجومها في سلة واحدة
اقرأ أيضا المرأة الأفريقية تحتفل بعيد تحرير سيناء بمكتبة القاهرة الكبرى
وليس هذا من طبيعة الإنسان حينما يتخطى الخمسين، وقد تنجح في ذلك لأنها مخلوق خارق للعادة والطبيعة؛ فهي المجنونة حين تحب، وهي الطفلة حينما تبكي، وهي الناضجة إن مرت مملكتها بشديد المواقف والأزمات، وهي الحارقة بنظرة عينيها، وهي من تذيب زوجها بضحكتها، وهي الثلاثينية بجموحها وقوتها وانطلاقها، وهي رائحة الهوى حينما يتفقدها مليكها، هي أشد الإناث فتنة حينما يبحث الزوج عن مراهقة وهي الرجل قائد البيت في غياب الزوج إن أنثى الخمسين فوق قانون الطبيعة، ولأنها فوق الطبيعة فليحذر الرجل من رحيلها.
متى ترحل الخمسينية؟
إن أنثى الخمسين على قدر سلاستها ورقتها التي تتأثر بدمعة طفل أو باعتذار زوج أو كلمة اشتياق وحب أو بمقطع حزين داخل عمل فني، فهذا على قدر غضبها إن أهينت في مشاعرها واحتياجاتها العاطفية؛ تصبح كالبحر الهائج الذي يغرق فيه الزوج إن لم يجيد السباحة، وتصبح كقصيدة شعر صماء غير مفهومة ولا يدرك معانيها إلا متذوق الشعر، تتحول من دفء المشاعر إلى برودة الروح التي يرتجف منها الرجل وكأنه في صقيع القطب الشمالي. حينها تعلن الأنثى الخمسينية الرحيل؛ حينما يكون الأسلوب معها هو الأروع ولكن للمصالح الذاتية، وحينما تُطالب بتضحية يُعلَم أنها فوق طاقتها، حينما تشعر أن كرامتها قد أُهدِرَت من أجل الحب، تغادر الأنثى الخمسينية حينما تكون في الاحتياط وليست الأساس.
اقرأ أيضا العوامل المجتمعية ودورها في الحد من التغير المناخي .. ندوة اتحاد قيادات المرأة العربية