المتحف المصري الكبير.. هدية مصر الخالدة للعالم..
بقلم/إيمان سامي عباس
المتحف المصري الكبير .. قبل أيام قليلة من الحدث الأهم في تاريخ مصر الحديث، تستعد الدولة لافتتاح المتحف المصري الكبير، ذلك الصرح المهيب الذي يقف شامخاً عند سفح الأهرامات، كأكبر متحف أثري وثقافي في العالم. إنه مشروع قومي عملاق يجسد رؤية مصر الجديدة في الحفاظ على تراثها العريق وتقديمه للعالم في أبهى صورة، ليكون بمثابة هدية مصر للعالم ورسالة حضارية خالدة تؤكد أن أرض الكنانة ما زالت قادرة على الإبداع والإبهار كما كانت منذ فجر التاريخ.

صرح حضاري يجسد رؤية مصر الحديثة
يمتد المتحف على مساحة تقارب نصف مليون متر مربع، ويضم أكثر من مئة ألف قطعة أثرية نادرة، تتصدرها قاعة الملك توت عنخ آمون التي تعرض مقتنياته كاملة لأول مرة منذ اكتشافها قبل أكثر من قرن، في عرض متكامل يعتمد على أحدث تقنيات العرض والإضاءة التفاعلية، ليحكي قصة مصر القديمة بطريقة تجمع بين المتعة والمعرفة.
ولم يتوقف دور المتحف عند كونه مخزناً للآثار، بل تم تصميمه ليكون مركزاً علمياً وثقافياً عالمياً يضم معامل ترميم على أعلى مستوى، ومكتبة أثرية ضخمة، ومركزاً للتدريب والبحوث، إضافة إلى مساحات خضراء تربط بين المتحف وأهرامات الجيزة في مشهد معماري فريد يدمج الماضي بالحاضر ويجسد عبقرية المكان والزمان.

منطقة محيطة تُعيد رسم الجمال حول الأهرامات..
ويمثل المتحف المصري الكبير نقلة نوعية في مجالي السياحة والثقافة، إذ يُتوقع أن يجذب ملايين الزوار سنوياً ويعيد لمصر مكانتها كعاصمة للتراث الإنساني، كما تم تنفيذ خطة تطوير شاملة للمنطقة المحيطة به لتحويلها إلى واحة خضراء تعكس جمال القاهرة التاريخية. وقد شملت أعمال التطوير الرصف والتجميل والإنارة، وزراعة آلاف الأشجار والنخيل، ودهان العقارات المحيطة، وإنشاء مسطحات خضراء تجاوزت 90 ألف متر مربع، لتشكل لوحة فنية فريدة تعبر عن وجه مصر الحضاري المعاصر.
واهتمت الدولة اهتماماً بالغاً بما يسمى بـ”المنطقة المحيطة بالمتحف المصري الكبير”، التي تمتد داخل نطاق محافظة الجيزة وتشمل الطرق المؤدية إلى المتحف مثل طريق الفيوم، والطريق الدائري، وطريق المنيب والمنصورية، لتكون البوابة الأولى التي تستقبل الزائرين والسائحين. وقد تم تنفيذ أعمال التطوير وفق تصميم هندسي دقيق أعده مكتب استشاري متخصص، يشمل آبار مياه لري المسطحات الخضراء دون التأثير على مياه الشرب، ومحطات كهرباء لتشغيلها، في إطار منظومة متكاملة تُبرز استعداد مصر للحدث العالمي المرتقب.
إن المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى أثري، بل رمز لنهضة مصر الحديثة وعنوان لإصرارها على حماية تاريخها وإحياء حضارتها، فهو شاهد على أن الأمة التي صنعت أول حضارة إنسانية ما زالت قادرة على العطاء. ننتظر افتتاحاً أسطورياً يليق بعظمة مصر وتاريخها المجيد، حين تفتح “أم الدنيا” ذراعيها للعالم من جديد.
كاتبه المقال

إيمان سامي عباس