القليل من المال والكثير من السعادة : بين بساطة الماضي وتعقيدات الحاضر
بقلم/ إيمان سامي عباس
القليل من المال .. في الماضي، لم يكن الناس يملكون الكثير من المال، لكنهم امتلكوا قلوبًا عامرة بالرضا والسعادة. لم نعرف طعم المليون ولا تعدد الأكلات الغريبة التي نسمع عنها اليوم. كانوا ف الماضي يعيشون بفرح مع أبسط الأشياء؛ فنجان شاي كان كافيًا ليمنح بهجة لا توصف.
الدراما والتسلية في زمن البساطة
كانوا ينتظروا بفارغ الصبر عرض المسلسلات المسائية مثل “الغربة” و”الضباب”، ويرددوا كلمات الفنانين كأنها جزء من أحداث العمل. أما في الليالي الطويلة، فكان السهر على حكايات “أبو زيد الهلالي سلامة” وبطولاته مع الزناتي خليفة، يملأ الأمسيات دفئًا وبهجة مع الجيران والأصدقاء، خاصة في رمضان.
لم يكن هناك فرق بين مسلم ومسيحي في أفراح ومواسم مصر الشعبية. سواء في مولد السيدة العذراء بدرنكة، أو سيدي البدوي في طنطا، أو المرسي أبو العباس في الإسكندرية، كان الجميع يفرحون سويًا بروح الوحدة الوطنية الصادقة. حتى الأغاني الشعبية للفنان مكرم المنياوي أو مواويل محمد طه جسدت هذا الانسجام الجميل.
حياة بسيطة واحتياجات محدودة
الكسوة كانت تأتي موسمًا بموسم، والتعليم محدود لكن الفصول رحبة، والاتصالات لا تتجاوز هاتفًا عند العمدة أو كبينة تليفونات مشتركة. ورغم قلة الإمكانيات، كانت النفوس مطمئنة وقنوعه
تغيير الحياة
مع مرور الوقت، تغيّرت الحياة: أنواع الطعام، الصحف، المشروبات، وحتى النظرة للعادات والتقاليد. ما كان عيبًا في السبعينات لم يعد كذلك اليوم. ليست المشكلة في الناس أو الزمان، بل هي سنة الحياة؛ لكل زمن ظروفه وطباعه.
أيام زمان بتظل حاضرة في الذاكرة بروحها البسيطة وبهجتها الصافية، بينما أيامنا الحالية لها طابعها المختلف. ربما يراها البعض أقل جمالًا، لكن الحقيقة أنها مجرد اختلاف ظروف وأذواق. لكل زمن جماله، ولكل جيل بصمته.
كاتبه المقال
إيمان سامي عباس