العنف ضد المرأة.. جريمة مجتمعية تتجدد كل يوم

العنف ضد المرأة

العنف ضد المرأة.. جريمة مجتمعية تتجدد كل يوم

لا تزال ظاهرة العنف ضد المرأة واحدة من أكثر القضايا تعقيداً وإلحاحاً في المجتمعات العربية والعالمية على حد سواء، فرغم التقدم الذي تحقق على مستوى الوعي، والقوانين، والمبادرات المجتمعية، إلا أن المرأة لا تزال تواجه أشكالاً متعددة من الانتهاك الجسدي والنفسي والمعنوي داخل المنزل وخارجه، في ظل صمت أو تبرير أو تهاون مجتمعي مقلق.

بقلم : شروق راضي

أشكال العنف من الإهانة إلى القتل

يتنوع العنف ضد المرأة بين صور متعددة، تبدأ من الإيذاء اللفظي والتقليل من الكرامة، وتمر بالإيذاء الجسدي والضرب والإكراه، ولا تنتهي عند التحرش الجنسي أو الاعتداء أو حتى القتل، كما يشمل العنف النفسي الذي لا يرى بالعين المجردة، لكنه يترك آثاراً مدمرة في أعماق النساء.

تؤكد تقارير أممية حديثة أن واحدة من كل ثلاث نساء حول العالم تتعرض لشكل من أشكال العنف خلال حياتها، وتزداد النسبة في البيئات المغلقة التي لا توفر للنساء منافذ للشكوى أو الحماية وفي العالم العربي، لا تزال قضايا العنف الأسري والابتزاز والحرمان من الحقوق تعتبر من أبرز التحديات التي تواجه المرأة يومياً.

العنف الأسري “سلاح الصمت والخوف”

من أخطر أنواع العنف الذي تواجهه المرأة هو العنف داخل الأسرة، حيث يتحول المنزل المفترض أن يكون مساحة أمان إلى مصدر خوف دائم، تتعرض بعض النساء للضرب أو التهديد أو الإهانة من الزوج أو الأب أو الأخ، وغالباً ما تجبر على الصمت بدافع الخوف من الفضيحة أو التشتت الأسري أو غياب الدعم القانوني والمجتمعي.

وتزداد حدة هذا النوع من العنف حين يتم تبريره باسم الدين أو التقاليد أو الحفاظ على “شرف العائلة”، رغم أن لا مبرر لأي نوع من أنواع الانتهاك أو الإهانة.

العنف في أماكن العمل والشارع

لم تسلم المرأة من العنف حتى في أماكن العمل أو الشارع، حيث تواجه يومياً نظرات غير لائقة، وتحرشاً لفظياً أو جسدياً، وأحياناً تمييزاً في التعيين والترقية، ما يجعلها تخوض معركة مضاعفة للحفاظ على كرامتها، إلى جانب إثبات ذاتها.

وتظهر دراسات حديثة أن التحرش في الأماكن العامة والعمل يعد من أبرز أشكال العنف الممنهج ضد النساء، خاصة مع ضعف تطبيق القوانين الرادعة في بعض الدول، أو تردد النساء في الإبلاغ خوفاً من التشهير أو فقدان الوظيفة.

العنف النفسي “الجرح غير المرئي”

رغم أن العنف الجسدي هو الأكثر وضوحاً، إلا أن العنف النفسي يعد الأخطر في بعض الحالات، لأنه يتسلل بصمت، ويترك المرأة في عزلة داخلية، دون أن يشعر بها أحد التجاهل، الإهانة، السيطرة، التحقير، والابتزاز العاطفي، كلها أدوات عنف نفسي تمارس يومياً في علاقات مفترضة تقوم على المودة.

المرأة التي تتعرض للعنف النفسي قد تفقد ثقتها بنفسها، وتدخل في حالة اكتئاب أو عزلة طويلة، دون أن تُسجَّل حالتها كضحية، مما يصعب حصر الأرقام أو التدخل لحمايتها.

كيف نواجه العنف؟

مواجهة العنف ضد المرأة لا تتم فقط عبر التشريعات، بل تبدأ من التربية تربية الأطفال على احترام المرأة، وتقدير إنسانيتها، وتعليم الفتيات حقوقهن منذ الصغر الإعلام أيضاً له دور مهم في تقديم صورة إيجابية للمرأة، والتصدي للصور النمطية التي تبرر القسوة أو الطاعة المطلقة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.