الطعمية لاتمثلنا .. سيأتى يوما ونجدها قد أختفت ولم يعد لها وجود

 

الطعمية .. هي بلا شك وكما نعرف جزء لا يتجزأ من التراث المصري ؛ بل تعتبر رمزاً ثقافياً وشعبياً هاماً لما تحظى به من مكانة كبيرة في قلوب المصريين.

بقلم: ميادة عابدين

بالإضافة إلي تاريخها الطويل والمتجذر في المطبخ المصري الذى يجعل من الصعب جداً أن تفقد هذه الأهمية أو تتوقف يوماً عن تمثيل جزء أصيل من الهوية المصرية ؛ إنها أكثر من مجرد طعام؛ إنها تاريخ وجزء من الحياة اليومية ومكون أساسي على موائد الإفطار وعنصر دائم الحضور في الشوارع المصرية منذ قرون ورمز للبساطة والوحدة فهى تحظى بحب جميع فئات المجتمع المصري على اختلاف طبقاتهم لذا أخشى كثيرا أن استيقظ يوما لأجد أن الطعمية لاتمثلنى ولا تمثل التراث المصرى أو أن يتبرأ منها البعض ؛ مثل باقي الأشياء التى يريد البعض طمسها واعتبارها لاتمثل هوية وتقافة الشعب المصري.

مصر الحقيقية هى البسيطة

أن جوهر الشعب المصري أو الروح المصرية الحقيقية يكمن في البساطة والتواضع والبعد عن التعقيد، وأن هذه البساطة هي الحقيقة الأصيلة للبلاد.
أصبح الشعور بالقلق أو الانزعاج من التأكيد على الهوية والأصالة ظاهرة ملحوظة بين من يطلقون على أنفسهم “المتحضرين” أو ممن يسعون لتبنى حياة جديدة بطباع تمثلهم، ويرى البعض منهم أن التمسك الشديد بالهوية والأصل يتعارض مع مفاهيم الحداثة التي يؤمنون بها، وقد يشعرون بأن هذا التمسك يمثل عائقًا أمام “التقدم” أو الاندماج مع العالم الخارجى مما يؤكد سوء فهمهم لمعنى “الأصالة” ، حيث يربطه البعض بالجمود والتخلف، بينما يمكن أن تكون الأصالة مصدر قوة وإبداع متجدد يتماشى مع الحداثة دون ذوبان الهوية.

تصريحات مستفزة ومؤلمة

نعانى بشكل يومى من تصريحات غير مفيدة تشكل استفزازا لكثير منا تتعارض مع الاعتزاز بهويتنا المصرية، يريد من يرددها أن تظهر فئة بعينها علي أنها هى التى تمثل الشعب المصرى في محاولة لإخفاء جزء كبير من تاريخنا الذى نفخر به ؛ فعندما يسخر شخص من الجلباب المصرى ويستنكر قيمته.

فهذة تعتبر إهانة لثقافة وتراث نملكه منذ سنين ؛ كان الأولي من السخرية والاستهانة الفخر والاعتزاز بالأصل.
الزى التقليدى ليس مجرد ملابس بل هو جزء من تاريخنا وحضارتنا وجميعا لابد أن نعتز به ونقف لأى محاولات لطمس حقيقة مصر والمصريين ؛ أرجوا أن تتوقف مثل هذة التصريحات وأن يتركوا مصر الحقيقية التى تتمثل في كل ماهو بسيط وجميل لابناءها ممن يغارون علي بساطتها .
محيطكم علما أنه في دول العالم يتفننون في لبس الزى التقليدى في كل مناسبة لإثبات الانتماء ولفت الأنظار ؛ فكيف لمثل هذة الآراء الباهتة أن تصدر علي لسان أحد أبناء أم الحضارات ؟! كل ماهو مصرى أصيل يمثلنا.

الكاتبة واستشارى العلاقات الأسرية والنفسية ميادة عابدين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.