الطريق إلى البرلمان .. لا تنخدع إذا رأيت النيام قد استيقظوا

 

بقلم/ عزة الفشني

الطريق إلى البرلمان .. لا تنخدع إذا رأيت النيام قد استيقظوا والمرشحين قد ظهروا فجأة والوعود قد انتشرت والأقوال قد زادت ولكن الأفعال معدومة والإنجازات منعدمة والخدمات غير متوفرة و الحقوق مهضومة والكرامة مجروحة والحرية مقيدة والنفاق رائج والصوت الحر مخنوق.
فمع اقتراب موعد الإنتخابات البرلمانية في مصر يزداد الإهتمام بالشأن السياسي ويتساءل الكثيرون عن المرشحين وبرامجهم الإنتخابية.. هذه الإنتخابات تعتبر فرصة للناخبين لتشكيل مستقبل البلاد وتحديد السياسات التي ستتبناها الحكومة القادمة.

مصر تستعد لمرحلة جديدة من تاريخها الديمقراطي حيث تقترب العملية الإنتخابية القادمة التي ستحدد مستقبل البلاد.. هذه الإنتخابات تمثل فرصة هامة للمصريين لتحديد من سيكون ممثليهم في البرلمان.. العملية الإنتخابية القادمة ستكون محطة بارزة في مسيرة مصر نحو تعزيز الديمقراطية.

وستجرى هذه الإنتخابات في ظل ظروف إستثنائية حيث تواجه مصر تحديات كبيرة على الصعيدين الداخلي والخارجي لذا من الضروري المشاركة في الإنتخابات فهي الطريقة الأمثل للتعبير عن الرأي وتحديد مستقبل البلاد .

ومما لاشك فيه أن العملية الإنتخابية القادمة ستكون إختباراً حقيقياً للديمقراطية المصرية وستحدد مدى قدرة البلاد على تحقيق أهدافها الوطنية لذلك يجب على جميع المواطنين أن يكونوا على دراية كاملة بالعملية الإنتخابية وأن يشاركوا فيها بوعي ومسؤولية.

الإنتخابات البرلمانية وتشكيل مستقبل البلاد

يتعين على الناخبين المشاركة الفعالة في الإنتخابات وإختيار المرشحين الذين يمثلون مصالحهم ويتبنون سياسات تخدم مصالح البلاد.. إن المشاركة في الإنتخابات حقاً وواجباً لكل مواطن يمكن من خلالها تشكيل مستقبل الوطن وتحديد مصيره.. حيث يمثل البرلمان صوت الشعب ويشكل ركيزة أساسية في صنع القرار السياسي.. وعلى المرشحين تقديم برامج إنتخابية واضحة ومحددة وعلى الناخبين تقييم هذه البرامج وإختيار المرشح الذي يمثل مصالحهم بشكلٍ أفضل.. فهى تعتبر حدثاً مهماً في الحياة السياسية في مصر وستكون لها تأثيرات كبيرة على مستقبل البلاد..

دور الناخب قبل الانتخابات البرلمانية 

أن يكون على دراية كاملة بالمرشحين وبرامجهم الإنتخابية. ومعرفة القوائم الإنتخابية إلى جانب معرفة مكان وموعد التصويت.. والتحقق من مصادر المعلومات حول المرشحين والإنتخابات.. أخيراً التصويت للمرشح الذي يختاره.

دور الدولة

توفيربيئة إنتخابية آمنة أى ضمان سلامة الناخبين والمرشحين
وتوفير معلومات كافية عن جميع المرشحين.. إلى جانب مراقبة العملية الإنتخابية وضمان نزاهتها.. بالإضافة إلى دعم المشاركة الإنتخابية.. هذه الخطوات تساعد المواطن على المشاركة الفعالة في الإنتخابات البرلمانية.

تغليب المصلحة العامة على الخاصة

أقولها مراراً و تكراراً من الضروري تغليب المصلحة العامة على الخاصة ليس مهم من هو المرشح على الأقل يكون مستمع ومتحدث لبق مطلع على الدستور وعلى كافة القوانين الجديدة والتشريعات ويكون جاهز بعلاقات تمكنه من المساعدة على أرض الواقع لجميع أفراد دائرته وليست لمصلحته.. هي أمانة ثقيلة فلنبدأ من الآن ونختار جيداً وليغلب الجميع المصلحة العامة.. خاصةً بعد أن أصبحت الساحة السياسية ملعباً لكل من “هب ودب” وإكتظت بأشكال مجهولة الهوية خرجت من جحورها لهذا المحراب أملأ فى تغليف حقائقهم الزائفة وأموالهم مجهولة المصدر بعباءة البرلمان لذلك فالحصيلة ما وصلنا إليه من انحدار في كل شئ.

فهل من المقبول أن يكون نائب الدائرة رجل أعمال أو أياً كان لا نعرفه إلا عن طريق السوشيال ميديا و مواقع التواصل الإجتماعي وحتى الذي يعمل فى مشروعاته لا يستطيع أحد مقابلته أو عرض مشكلته.. وإذا افترضنا جدلاً أنه استطاع مقابلته وعرض مشكلته هل هذا النائب لديه الوقت للتفكير والسعي لحل مشكلة هذا المواطن الذي له الفضل فى وصول هذا النائب إلى مقعده تحت قبة البرلمان.
إذاً المشكلة ليست في الإنتخابات المشكلة من هو الممثل الحقيقي للشعب الذي يحمل هموم الفقراء والجياع والأرامل والأيتام ويدافع عن حقوقهم أما فراعنة السلطة والنفوذ والمال الذين اجهزوا على البلاد والعباد بفسادهم فلا فائدة تذكر..كل مواطن موجود له حق الإختيار ولا سلطان عليه ولكن عندما يقف أحد المرشحين لخدمة هذا البلد أو المدينة فيجب علينا المساندة نظراً لخدماته وقربه من الناس والتى لم تنقطع قبل أو بعد تلك الإنتخابات.
فمن البديهي أن لكل مواطن في هذا البلد الحق أن يعيش في مجتمع صحي ومستوى تعليمى جيد وخدمات معقولة وكرامة مكفولة بحكم حقوقه الشخصية.. إذاً المحصلة لا نحتاج لأحد ليجلب لنا البديهيات لأنها حقوق لا تحتاج لمساءلة.
فمن الضروري أن تتفق جميع المحافظات و المدن على أكثر من مرشح من بينهم يكون مثقف لديه حضور مقبول مفوه عليم بمشاكل دائرته بوجه خاص ومصر بوجه عام.. وأن نكون على علم بما يُدار حولنا ونظل يقظين تجاه الأحزاب التي تستقطب النائب الذي يدفع لهم ويصرف.. ويشترى أصوات الناخبين ولهذا السبب نبتلى بنائب لا يمت بصلة بأهل الدائرة و بالتالي هو اشترى الكرسى فى البرلمان ولا يهمه قضاء مصالح ونشاطات دائرته ويركز فقط على تحصيل ما أنفقه.

 تعديل قانون الإنتخابات

من الضروري أن نطالب قبل بدء التصويت تعديل قانون الإنتخابات أولاً لأن القانون الحالي يحدد نوعية النواب لأسباب كثيرة أولها القائمة المطلقة وهو أسوء نظام انتخابي كانت تستخدمه الدول النازيه ولا تستخدمه الآن إلا دولتين في أعماق أفريقيا لابد من عودة القائمة النسبية و النظام الفردي لأن القائمة المطلقة تستخدمها الأحزاب لجمع المال السياسي الفاسد وأعتقد من هو قريب من دائرة صانعي القرار يعلم من الآن من هم النواب القادمون ولا عزاء للعائلات ورجل الشارع ورجل الخدمات.
لذا نرجو إنتهاء وضوح الرؤية النهائية للتوزيع الجغرافي للدائرة والفصل في الشكل النهائي لتحديد نظام الإنتخابات البرلمانية.

المال السياسي هو سيد الموقف

بلا شك الخريطة السياسية تغيرت بعد أحداث ما يطلق عليها ثورة يناير وأصبح المناخ مختلف تماماً عما قبل بعد أن أصبح المال السياسي هو سيد الموقف دون النظر للمعايير التي تعودنا عليها ومواصفات النائب سواء كانت من الناحية الإجتماعية والثقافية والعائلية والسياسية كل هذه الأمور غير مجدية كل مافي الأمر من هو؟ مثقفاً و مالياً لكى يكون النائب القادم.
شئنا أم أبينا فإن المال السياسي لم يغيب إستخدامه طوال عصور مختلفة خلال الدورات الإنتخابية في مجلس النواب أو الشورى ولا أحد ينكر مفعوله في حسم المعركة الإنتخابية وهذه ظاهرة عالمية بالإضافة إلي شكل النائب من حيث ثقافته السياسية ومركزه الإجتماعي فهما يعتبران ركيزة أساسية في المرشح يضاف إلى ذلك اللباقة فى التعامل مع الخاصة والعامة.

إذاً كيف تنتظرون أو تتوقعون نواب مختلفون وبرلمان حقيقى والمقدمات وقواعد وقوانين الإنتخابات لم تتغير بالتأكيد ستكون نفس الأشخاص ولكن بأسماء مختلفة

لكن السؤال هنا للمرشح ما هي غايته من الترشح ؟ هل هدفه أن يطلق عليه لقب الغلابة؟ فالكل يستطيع أن يعطي ويمنح دون أن ينتظر غطاءاً قانونياً أو مظلة تحميه.. فكل ما نبحث عنه نائب يناقش الموازنة.. العلاقات الخارجية.. مكانة مصر.. سن تشريع أو قانون.. محاسبة حكومة.. أشياء من هذا القبيل. إذا تمثلت تلك الشخصية في أي فرد من هذا البلد أو المركز أو المحافظة فيجب الالتفاف نحوها دون عنصرية أو تحيز.

نائب من طين الأرض

الجدير بالذكر أن الناخب لم يطالب بالكثير.. فقط يتمنى نائب من طين الأرض أى مدرك لمشاكلهم ولسانه لسان حالهم ولنا في إنتخابات عام 95 مثالاً .استطاعت عائلات فى عدة محافظات وقرى ونجوع فرض مرشحهم والسبب الوحدة والتماسك ضد أقوى مرشحي الحزب الوطني الذين كانوا يمتلكون الخبرة الكافية والمال والدعم لكن إرادة البلاد كانت الفيصل.. فالإرادة السياسية للمواطن هي التي حسمت الأمر. ما بالكم إن كان نائب البرلمان لا يعرف شيئاً عن هموم أهل دائرته لأنه تبوء مقعده بالمال وليس بإرادة شعبية فماذا ننتظر منه.

عدم تكتل الصوت الإنتخابى وتفتيت الأصوات

وفيما يتعلق بالعائلات والعصب يجب عدم تعدد أسماء بالعائلة الواحدة حفاظاً على تكتل الصوت الإنتخابي وعدم تفتيت الأصوات.. وليس معنى هذا عدم السماح بالتعدد للوجوه بل نرحب بذلك والفيصل في ذلك حصد الأصوات لمن له القبول لدى الجماهير صاحبة الحق في الكلمة.
إن هذه الإنتخابات فرصة لإختيار من يمثل مصالح الشعب ويعمل على تحسين أوضاعهم.. فمن الضروري إختيار مرشح يتمتع بالنزاهة والكفاءة وله رؤية واضحة لتطوير المجتمع . ويجب أن يكون صوت الناخب لمن يضع المصلحة العامة فوق المصالح الشخصية ويسعى لتحقيق العدالة والازدهار للجميع وعلى المواطن أن ينتخب الأصلح ولا يكرر الخطأ مرتين وانتخاب من يراه سند حقيقي يلبي طموح أهل دائرته
وأنا أعتقد أن هنالك وجوهاً وشخصيات تستحق إعطاء الصوت وفقآ لجدارتهم.
هي أمانة ثقيلة فلنبدأ من الآن ونختار جيداً وليغلب الجميع مصلحة الوطن.

فى الأخير 
وفي زمن كثرت فيه الشعارات البراقة والوعود الكاذبة وانتشرت فيه الأقنعة التي تخفي وراءها وجوهاً غير حقيقية علينا أن نكون حذرين وأن لا ننخدع بالمظاهر أو بالكلام المعسول من المرشحين بل أن ننظر إلى التاريخ.. إلى المواقف.. إلى البرامج الإنتخابية.. فاختيارنا سينعكس على حاضرنا ومستقبلنا.. ولنختار من يستحق تمثيلنا ويعمل على تحقيق مصالحنا في ظل دولة القانون والعدالة.

فمصر تنتظر من مواطنيها المشاركة الفعالة في العملية الإنتخابية القادمة.. هذه الإنتخابات هي فرصة لتحديد مستقبل البلاد فلنكن جميعاً جزءاً من هذه العملية ولنختار من يمثلنا بوعي ومسؤولية مصر تستحق مستقبلاً أفضل
فالساحة مفتوحة للجميع والكلمة للمواطن الناخب فى تقرير مصيره.. فهل نحن مستعدون لإختيار من يمثلنا بجدارة؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.