الصمت قد يكون سلوكًا حكيمًا أحيانا ولكنه ليس إيجابيًا دائمًا
الصمت قد يكون سلوكًا حكيمًا أحيانا ولكنه ليس إيجابيًا دائمًا
الصمت يمكن أن يكون سلوكًا حكيمًا في كثير من المواقف، ولكن ليس دائمًا إيجابيًا لأنه كالسيف يقطع الود، الألم حين يشارك، ينقص البحث عمن يسمعك، لا ليُجيب، بل ليحتوي، أن الألم حين يُشارك يُخفف، ليس لأن الآخر يملك الحل، بل لأنه يمنحنا الاحتواء.
بقلم الباحثة / زينب محمد شرف
في عالم يميل إلى تقديم النصائح السريعة أو محاولة إصلاح كل شيء، ننسى أحيانًا أن الاستماع الصادق، والحضور الهادئ هما ما يحتاجه الإنسان في لحظات ضعفه، ليس دائمًا الهدف أن نجد إجابة، بل أن نجد صدرًا يتسع لنا، وعينًا لا تُحكم، وقلبًا لا يُقارن.
الوحدة ليست في البُعد عن الناس، بل في حمل الألم دون أن يشعر به أحد:
الوحدة الحقيقية ليست العزلة الجسدية أو الابتعاد عن الناس هو ما يخلق الشعور بالوحدة، بل ذلك الصمت الداخلي الذي نحمله حين نكتم آلامنا، فلا يشعر بها أحد، ولا نجد من يشاركنا إيّاها أو يفهمنا فيها.
وهنا الوحدة تكون أعمق حين نكون محاطين بالناس، لكننا نشعر وكأننا غير مرئيين، غير مفهومين، نحمل أوجاعنا وحدنا، ونبتسم بينما في الداخل شيء ينهار.
نحن لا نُشفى تماماً، لكننا نتقوّى حين نجد من يُمسك بأيدينا وسط العاصفة
حقيقة عاطفية يعيشها كثيرون من البشر، الشفاء ليس دائمًا نهاية الألم، بل قد يكون في التعايش معه، ومع وجود من يرافقنا فيه، الدعم الإنساني، الكلمة الطيبة، اليد الممدودة وسط العاصفة كلّها تجعلنا أقوى، حتى لو لم تُزل الجراح تمامًا.
الدعم الإنساني ليس مجرد مساعدة مادية، بل هو أيضًا تذكير بأننا لسنا وحدنا، وأن هناك من يرى آلامنا، ويحترم إنسانيتنا، لذا قل ما يؤلمك، فالصمت لا يُجيد التضميد.
وفي كل صدرٍ حكاية وجع، فلا تظن أنك الوحيد الذي يتألم، ربما ايضًا يوجد من يتألم من صمتك خوفًا عليك، ربما قلوب تموت من أجلك، وانت في بحر الصمت، والصمت بحر، لا يجيد السباحة فيه، إلا من عرف لغة الأرواح.
ومن هذا المنطلق اتسأل، أين نبرة الحديث، ولماذا عدم الرد، وتغيّر التفاصيل كلها تقول ما لا يُقال، ولكن أحب سماع صوتك، فالصمت بيننا يجعل المسافة أكبر، ربما كلامك يروي قلبى، فلا تخف من التعبير، الصمت أحياناً يحكي الكثير، لكن أحتاج سماع صوتك، انت ليست وحدك أننى أشعر بك.