الشهادة أم المهارة .. طريق النجاح في زمن التغير السريع
الواقع الجديد: المهارة تتفوق على الشهادة لم تعد شهادة الكلية أو الجامعة وحدها جواز المرور إلى سوق العمل كما كان في السابق،
بقلم / إيمان سامي عباس
فقد تغيّرت المعادلة تماماً. اليوم، الفرص تتاح بقدر ما يمتلك الفرد من مهارات عملية وتدريب فعلي أكثر مما تتاح بما تحمله الشهادات الورقية.
الأمر لم يعد مقتصراً على التعليم العالي وحده، فالمهارات أصبحت ضرورة في مختلف مراحل التعليم، بل وفي جميع المجالات. فمن يمتلك مهارات الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي والبرمجة وتحليل البيانات أصبح أقرب إلى المنافسة والنجاح من مجرد حامل شهادة جامعية بلا خبرة أو إتقان.
ولا تقتصر المهارات المطلوبة على التكنولوجيا فقط، بل تمتد أيضاً إلى المهارات اللغوية؛ فإتقان اللغة الإنجليزية بات أمراً أساسياً، بينما أصبح تعلم لغة ثانية أو ثالثة بوابة للتفوق والتميز.

بناء الذات ودور المجتمع في تمكين الشباب
حتى في الحرف والمهن اليدوية، لم يعد المطلوب مجرد إتقان الأساسيات، بل القدرة على حل المشكلات والتعامل مع التحديات وتطبيق كل ما هو جديد إلى جانب متابعة أحدث التطورات والتقنيات المرتبطة بالمجال. فإجادة الحرفة مع إتقان لغة أجنبية مثلاً، قد تفتح آفاقاً واسعة وفرصاً غير متاحة حتى لحاملي المؤهلات العليا.
العالم يتغير بسرعة مذهلة، وما كان مطلوباً بالأمس قد لا يكون له مكان اليوم. لذلك فإن على الشباب أن ينظروا بوعي نحو المستقبل، وأن يبدأوا من أنفسهم عبر تنمية القدرات وتعزيز المهارات.
الوقت الذي يُهدر في المقاهي أو يُستنزف في متاهات الألعاب الإلكترونية لن يصنع مستقبلاً مشرقًا. المواجهة الشجاعة مع الذات، والتخلي عن العادات السلبية، هي أولى خطوات الطريق إلى النجاح. اجلس مع نفسك، فكّر، وابدأ، فالمحاولة شرف، والإخفاق ليس عيباً، بل تجربة تثريك وتقرّبك من هدفك.
أما مؤسسات المجتمع المدني فلها دور محوري في تمكين الشباب، من خلال التدريب العملي، وتنظيم ورش العمل المتخصصة، وربطها بسوق العمل الحقيقي. والحكومة مسؤولة عن تطوير التعليم بما يتناسب مع المهارات الحديثة، وفتح مراكز للتدريب التكنولوجي والمستقبلي. وتبقى الأسرة هي الأساس في غرس قيمة العمل الجاد وتنمية القدرات منذ الصغر.
إن تضافر هذه الأدوار جميعاً هو السبيل لبناء جيل قويّ قادر على مواجهة تحديات العصر وصناعة مستقبله بيده.