الزيادة‭ ‬السكانية‭.. ‬الحلم‭ ‬والحِمل‭!!‬

الزيادة‭ ‬السكانية‭.. ‬الحلم‭ ‬والحِمل‭!!‬

بقلم/ إيمان سامى عباس

التعامل‭ ‬الجاد‭.. ‬والاهتمام‭ ‬المتزايد‭.. ‬بالمشكلة‭ ‬السكانية‭ ‬وارتباطها‭ ‬بخط‭ ‬الانفجار‭ ‬السكانى‭ ‬الذى‭ ‬يهدد‭ ‬بالتمام‭ ‬ثمار‭ ‬الإنجازات‭ ‬ومكتسبات‭ ‬الخطط‭ ‬التنموية‭ ‬وفرص‭ ‬العمل‭ ‬التى‭ ‬يجرى‭ ‬توفيرها‭.. ‬يلقى‭ ‬بظلال‭ ‬الخطر‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬الدولة‭ ‬مشكورة‭.. ‬فى‭ ‬تحديث‭ ‬وتطوير‭ ‬الهياكل‭ ‬الإدارية‭ ‬والخدمات‭ ‬الجماهيرية‭.. ‬ويضاعف‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المطلوبة‭ ‬بجهود‭ ‬مشكورة‭ ‬تستهدف‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائى‭ ‬ومتطلبات‭ ‬الإنتاج‭ ‬والخدمات‭.. ‬وبصفة‭ ‬عامة‭ ‬تؤجل‭.. ‬أو‭ ‬تعطل‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬والانتقال‭ ‬فى‭ ‬المدى‭ ‬المحدد‭ ‬إلى‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬والشمول‭ ‬المالى‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الأخضر‭.. ‬والنقلة‭ ‬الحضارية‭ ‬المتكاملة‭ ‬للقرية‭ ‬المصرية‭ ‬والصعيد‭ ‬وبالتالى‭ ‬تطول‭ ‬معاناة‭ ‬أهالى‭ ‬المناطق‭ ‬الفقيرة،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬تأثير‭ ‬الزيادة‭ ‬السكانية‭ ‬السلبى‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬والتدريس‭ ‬وسوق‭ ‬العمل‭ ‬والنهوض‭ ‬بمستوى‭ ‬معيشة‭ ‬المواطن‭.. ‬والتخلص‭ ‬من‭ ‬السلبيات‭ ‬وتراجع‭ ‬نسب‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادى‭ ‬وفقاً‭ ‬للرؤية‭ ‬المطلوبة‭.‬

الاهتمام‭ ‬بالقضية‭ ‬السكانية‭ ‬وتوفير‭ ‬السبل‭ ‬الآمنة‭ ‬للنمو‭ ‬السكاني‭.. ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬تنظيم‭ ‬الأسرة‭ ‬المصرية،‭ ‬جهد‭ ‬مشكور‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬يسانده‭ ‬المجتمع‭ ‬المدنى‭ ‬وتختص‭ ‬بشئونه‭ ‬منظمات‭ ‬مخصصة‭ ‬رفيعة‭ ‬المستوي‭.. ‬لها‭ ‬رصيدها‭ ‬الإيجابى‭ ‬لدى‭ ‬الرأى‭ ‬العام‭.. ‬والآليات‭ ‬المتنوعة‭ ‬التى‭ ‬وفرتها‭ ‬الدولة‭ ‬للكوادر‭ ‬والأجهزة‭ ‬العاملة‭.. ‬فى‭ ‬الصحة‭ ‬الإنجابية‭ ‬وتنظيم‭ ‬الأسرة‭.. ‬فى‭ ‬تجربة‭ ‬مصرية‭ ‬تكاملت‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬السنين‭.. ‬ووفرت‭ ‬لخبراء‭ ‬الديموجرافيا‭ ‬الأرقام‭ ‬والحالات‭ ‬واكتشاف‭ ‬أوضاع‭ ‬المناطق‭ ‬والأقاليم‭ ‬والمحافظات‭ ‬على‭ ‬الطبيعة‭ ‬ليمكن‭ ‬للعلم‭ ‬أن‭ ‬يصحح‭ ‬المسار‭ ‬عند‭ ‬اللزوم‭.‬

القضية‭ ‬السكانية‭ ‬تعتمد‭ ‬فى‭ ‬أحد‭ ‬أجنحة‭ ‬المواجهة‭ ‬على‭ ‬التوعية‭ ‬والإعلام‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬أعمق‭ ‬بقاع‭ ‬البلاد‭ ‬ونقطة‭ ‬البداية‭ ‬والرمز‭ ‬هى‭ ‬الساعة‭ ‬السكانية‭ ‬أعلن‭ ‬الجهاز‭ ‬المركزى‭ ‬للتعبئة‭ ‬والإحصاء‭ ‬بسجل‭ ‬قائمة‭ ‬المواليد‭ ‬الجدد‭ ‬وعدد‭ ‬السكان‭ ‬كل‭ ‬ثانية،‭ ‬ووفق‭ ‬فترات‭ ‬زمنية‭ ‬محددة‭ ‬بصورة‭ ‬علمية‭ ‬واثقة‭.. ‬يصدر‭ ‬الجهاز‭ ‬أرقاماً‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭.

تتناول‭ ‬الموقف‭ ‬الإحصائى‭ ‬لحالات‭ ‬الزواج‭ ‬ثم‭ ‬المواليد‭ ‬وبعدها‭ ‬حالات‭ ‬الطلاق‭ ‬التى‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬نهاية‭ ‬لاستمرار‭ ‬أسر‭ ‬بعينها‭.. ‬لأسباب‭ – ‬مطلوب‭ ‬من‭ ‬العلماء‭ ‬الكشف‭ ‬عنها‭ – ‬وتأتى‭ ‬المقارنة‭.. ‬برصد‭ ‬العام‭ ‬السابق‭.. ‬ونتعرف‭ ‬على‭ ‬النتائج‭ – ‬هبوطاً‭ ‬وصعوداً‭ – ‬من‭ ‬المسئول‭ ‬العام‭ ‬عن‭ ‬أصغر‭ ‬تجمع‭ ‬سكانى‭ ‬فى‭ ‬البلاد‭.‬

هذه‭ ‬المرة‭ ‬أشارت‭ ‬البيانات‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬زواج‭ ‬كل‭ ‬34‭ ‬ثانية‭ ‬ومولود‭ ‬كل‭ ‬14‭ ‬ثانية‭ ‬وحالة‭ ‬طلاق‭ ‬كل‭ ‬117‭ ‬ثانية‭.. ‬ومعدلات‭ ‬زيادة‭ ‬فى‭ ‬الزواج‭ ‬5‭.‬6٪،‭ ‬المواليد‭ ‬0‭.‬4٪‭ ‬أما‭ ‬الطلاق‭ ‬سجل‭ ‬ارتفاعاً‭ ‬5‭.‬9٪‭ ‬بالنسبة‭ ‬لعام‭ ‬2022‭ ‬للجميع‭ ‬مقابل‭ ‬العام‭ ‬السابق‭.. ‬وبالنسبة‭ ‬للمحافظات‭ ‬العشرة‭ ‬الأولي‭.. ‬نجد‭ ‬القاهرة‭ ‬تتصدر‭ ‬الزواج‭ ‬والطلاق‭ ‬وفى‭ ‬المركز‭ ‬الثانى‭ ‬للمواليد‭ ‬بعد‭ ‬الجيزة‭.. ‬تواجد‭ ‬الشرقية‭ ‬والبحيرة‭ ‬والدقهلية‭ ‬وسوهاج‭ ‬والغربية‭ ‬والاسكندرية‭ (‬زواج‭) ‬ومواليد‭ ‬الشرقية‭ ‬وسوهاج‭ ‬والبحيرة‭ ‬وأسيوط‭ ‬والدقهلية‭ ‬والقليوبية‭ ‬والغربية‭ ‬والجيزة‭ ‬والمنوفية‭ ‬والمنيا‭ (‬طلاق‭).. ‬ونشير‭ ‬إلى‭ ‬اعتماد‭ ‬شعار‭ ‬جذاب‭ ‬ومبتكر‭ ‬للحملة‭ ‬الجماعية‭ ‬لكبح‭ ‬جماح‭ ‬الزيادة،‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬الانفجار‭ ‬السكانى‭ ‬وفى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬فإن‭ ‬قاعدة‭ ‬بيانات‭ ‬2021-‮٢٠٢٢‬‭ ‬التى‭ ‬أعلنها‭ ‬خبراء‭ ‬التعبئة‭ ‬والإحصاء‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬عملهم‭ ‬فى‭ ‬التعدد‭ ‬السكانى‭ ‬توفر‭ ‬للخبراء‭ ‬والعلماء‭ ‬فرصة‭ ‬ذهبية‭ ‬عن‭ ‬مسار‭ ‬الجهد‭ ‬المبذول‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الوطن‭.. ‬وتحويل‭ ‬الملاحظات‭ ‬إلى‭ ‬تجارب‭ ‬صالحة‭ ‬للتطبيق‭ ‬فى‭ ‬باقى‭ ‬المحافظات‭.. ‬بما‭ ‬يساند‭ ‬التحقيق‭ ‬التام‭ ‬لشكل‭ ‬الواقع‭ ‬السكانى‭ ‬المناسب‭ ‬لاستكمال‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬والنهضة‭ ‬الشاملة‭.‬

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.