الرؤية الصحيحة للثقافة أساس التنمية والتقدم فى الجمهورية الجديدة 

الرؤية الصحيحة للثقافة .. تُعد الثقافة ركيزة أساسية في بناء المجتمعات وتطويرها، فهي تعكس هوية الأمة وتاريخها، وتساهم في تشكيل الفكر والسلوك.

بقلم: سيد البالوي

لكن ما هي الرؤية الصحيحة للثقافة؟ وكيف يمكن توظيفها لخدمة التنمية والتقدم؟

تعريف الثقافة

الثقافة هي مجموعة القيم والمعتقدات والعادات التي يتبناها المجتمع، وتشمل الفنون، الأدب، العلوم، والتقاليد. إنها ليست مجرد ترف فكري، بل أداة فعالة لتعزيز الوعي، تعزيز الحوار، وتحقيق التكامل بين أفراد المجتمع ولا يجب أن يطغى مجال على أخر أو التعامل مع الثقافة على هيئة هرم له قاعدة وله قمة بل يجب التعامل مع الثقافة كبناء الجسد فأي عضو لا يصل له دماء الدعم والتغذية سيؤثر على استقامة وقوة وقدرة كامل الجسد.

لذا تقع وزارة الثقافة المصرية والمؤسسات التابعة لها فى عوار شديد وغياب للرؤية الصحيحة حتى أصبحت خارج دائرة التأثير الفاعل وأصبح وتواجدها شرفي وتحولت من وزارة ثقافة إلى عائق وعبء على الثقافة.

أهمية الثقافة

1. تعزيز الهوية الوطنية

تربط الثقافة الأفراد بأصولهم وتاريخهم، مما يعزز الانتماء والاستقرار ويحقق ترسيخ لمبادئ المواطنة وتساوي الفرص وانتشار الفكر الإيجابي بنبذ أفكار اليأس التى تدمر المجتمع وتعلى من قيمة الإبداع والطموح والتنافس بين أبناء المجتمع أطفال وشباب ورجال وشيوخ وهذا ما يعزز من حفظ الهوية والارتقاء الإنساني

2. تنمية الفكر الإبداعي

وهذا من خلال التشجع على الابتكار والإبداع في مختلف المجالات بفتح مجالات متعددة وعدم غلق المجال على فئة دون فئة أو تمييز مجال على أخر

3. تعزيز التسامح والاحترام

من أهم مهام الثقافة تعلم الأفراد قبول الآخرين وتقبل الاختلافات وتبني المشروعات الهادفة ورعايتها وتقديم الدعم الكامل لكل مهتم ومبدع ومتطوع من أجل تحقيق أكبر أتساع وشمول وتهيئة لمناخ العمل الثقافي للجميع.

4. دفاع عن القيم الإنسانية والوطنية

تعسى أيضا الدولة من خلال الثقافة إلى نشر العدالة، المساواة، وحقوق الإنسان بما يعم على الجميع بمشاعر الرضا وقبول الأخر وذلك بإزالة كافة أشكال الاضطهاد والتهميش.

التحديات التي تواجه الثقافة 

أول تحدي جمود الفكر 

وزارة الثقافة التى تخلت عن دورها الحقيقي فى الرعاية إلى دور فرض رؤية مسؤوليها على المجتمع واتهام المعارضين لرؤيتها من المثقفين بدلاً من الحوار معهم أو التعاون إلى غلق المجال ونعتهم بالجهل وأشياء يجب أن تنتهي وزارة تسعى للعمل الثقافة عن انتهاجها لما فيها من العنصرية والتهميش والاستهزاء بأقلام لها تأثير فى المجتمع أكثر بل أجود من مشروعات وزارة الثقافة.

التحدي الثاني التغريب وتقليد ثقافات أخرى 

للاسف الشديد تركز وزارة الثقافة على انتشار الثقافات الأجنبية أكثر من تركيزها على رعاية الآداب والفنون المصرية لحضارة هى الأقدم على مستوى العالم وهذا يهدد الهوية الوطنية.

 

التحدي الثالث التطرف 

وهو الذهاب إلى طرفي الشيء والميل عن التوسط والاعتدال وهو سوء فهم الثقافة الذي يؤدي إلى التعصب والانغلاق وتضييق الفرص لعدد قليل والسماح لكل مدير مركز باستجلاب معارفه فقط وعدم البحث والتواصل مع الموهوبين.

 

التحدي الرابع قلة الاهتمام بالثقافة: 

رغم وجود وزارة ثقافة ورغم برامج الدعم الإعلامية والإعلانية وحتى المبادرات المدرسية والشبابية تظل الثقافة غائبة عن الجسور والاهتمام بين الشعب مما يدعو إلى وقفة تدبر نحو أسباب هذا الفطور المجتمعي والذي يعد سببه الأول هو سياسة وزارة الثقافة المنغلقة فى وجه مفكري وكتاب الوطن فلن يتفاعل المواطن مع منتج الثقافة

 

تعزيز الرؤية الصحيحة للثقافة فى الجمهورية الجديدة

 

تحتاج الثقافة إلى محرك ينشط قنوات التواصل ويجذب جميع فئات الوطن للمنتج والعمل الثقافي ، وهذا المحرك هو أقلام الكتاب والشعراء الذين يعرفون كيفية صناعة الحراك المجتمعي وستظل وزارة الثقافة فاشلة فى تحقيق نجاح جماهيري حتى تعود لفتح أبوابها والتخلي عن سياسة التعالي والتصريحات الكاذبة التى تخالف صحيح الواقع وأن يتواجد لوزارة الثقافة وزير يدرك أن جميع قيادات الوزارة لخدمة الثقافة والمثقفين وليس دورهم اصدار المشروعات بل دورهم تبني ودعم ورعاية والاهتمام بكل مثقف كان موظفاً بالوزارة أو غير موظف ،وليعلم الجميع أن الثقافة ليست مجرد مباني كمدينة للفنون أو قصور أو حتى عروض ومعارض ، بل هي قوة فاعلة تشكل مستقبل الأمة. لتحقيق التنمية الشاملة، يجب أن نتبنى رؤية شاملة للثقافة تعتمد على التوعية، الإبداع، والاحترام المتبادل. فلنعمل على بناء مجتمع واعٍ، مبدع، ومستنير يقدر قيمة الثقافة ويعززها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.