الجلوس طويلاً أمام الشاشات يؤثر على نمو الطفل|تفاصيل
الجلوس طويلاً أمام الشاشات يؤثر على نمو الطفل|تفاصيل
تعد التكنولوجيا عنصر أساسي في استخداماتنا اليومية بالنسبة للعمل والدراسة والترفيه منها أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية وأجهزة التلفزيون,وقد يؤدي الجلوس لفترة طويلة أمام الشاشات إلى إصابة الأطفال بالعديد من الأمراض العضوية.
كثيرا من الآباء والأمهات يتركون أطفالهم أمام الشاشات بالساعات باعتبارها وسيلة للترفيه له لو وسيلة للمساعدة والاستغراق في النوم، ويجهلون تأثير الأشعة الزرقاء المنبعثة من تلك الشاشات، والتي تتداخل مع دورة النوم في المخ، فتعمل على تثبيط إنتاج هرمون النوم، هي سببا في الأرق واضطراب النوم لدى الطفل.
وعن دراسة واسعة النطاق نُشرت نتائجها وقد أظهرت أن الوقت الذي يمضيه الأطفال أمام الشاشات يؤثر جزئيا على نموهم، لكن هذه التأثيرات محدودة وتعتمد قبل كل شيء على طريقة استخدام هذه الشاشات.
وقد أجريت الدراسة تحت رعاية المعهد الوطني للصحة والبحث الطبي في فرنسا ونُشرت نتائجها مجلة علم نفس الطفل والطب النفسي (Journal of Child Psychology and Psychiatry)، إلى أن “السياق الذي تُستخدم فيه الشاشات، وليس فقط الوقت الذي يمضيه الأطفال أمام الشاشة، يؤثر على التطور المعرفي لديهم”.
وقد يثير تعرض الأطفال المفرط للشاشات “أجهزة الكمبيوتر – الهواتف الذكية – أجهزة التلفزيون”، منذ سنوات مخاوف يعبر عنها الكثير من القادة السياسيين، وكذلك بعض مقدمي الرعاية الذين يرون في ذلك تهديداً خطراً إلى حد ربطه بحالات التوحد.
ومع ذلك، فإن الإجماع العلمي أكثر حذراً في مقاربة هذه المسألة. وتضاف الدراسة التي أجراها المعهد الفرنسي إلى أعمال بحثية أخرى تقلل من حجم المشكلات المرتبطة باستخدام الشاشات وتضعها في سياق أوسع.
تصنيف الدراسة
وتُصنف الدراسة الجديدة بأنها “أترابية” (Cohort Study)، وهو نوع بحثي يسمح باستخلاص استنتاجات صلبة للغاية، ويلحظ متابعة مجموعة كبيرة من الأشخاص “14 ألف طفل في هذه الحالة”، على مدى سنوات.
وقام الباحثون هؤلاء الأطفال في ثلاثة أعمار:
(سنتان- وثلاث سنوات ونصف سنة- ثم خمس سنوات ونصف سنة). وخلصوا إلى أن هناك صلة “محدودة” بين استخدام الشاشات وتطورهم الفكري.
ومن المؤكد أنه “في عمر 3,5 و5,5 سنة، ارتبط وقت التعرض للشاشة بدرجات أقل في التطور المعرفي العام، خصوصاً في مجالات المهارات الحركية الدقيقة واللغة والاستقلالية”، بحسب ما ذكر المعهد الوطني للصحة والبحث الطبي في بيان.
بمعنى آخر، ليس وجود الشاشات هو الذي يؤثر على نمو الطفل، بمقدار التأثير المرتبط بتوقيت استخدام الأطفال للشاشات وطريقة نظرهم إليها.
على سبيل المثال، يبدو أن الأطفال الذين شملتهم الدراسة يتأثرون بشكل كبير جراء مشاهدة التلفزيون مع العائلة بصورة متكررة أثناء الوجبات.