التنمية الذاتية مابين الواقع والخداع .. طموح الشباب وأحلام الشهرة والثراء السريع

هل تقوم دور النشر ببيع الوهم والترويج للخيالات.. أم هى سبيل لإصلاح الذات ؟!

التنمية الذاتية مابين الواقع والخداع .. طموح الشباب وأحلام الشهرة والثراء السريع

بقلم / د. سحر الحسينى

بالرغم من تداولنا حديثا لمصطلح التنمية الذاتية إلا انه كتطبيق بشكل عملى موجود منذ البدء ولد مع ميلاد الإنسان وصار مصاحبا له .

فطرة حب التطور والإستكشاف والرغبة فى التجديد والخلق هى من منحت الإنسان فكرة تطوير الذات .

وهنا لابد من وقفة هامة .

هل التنمية الذاتية هى نفسها التنمية البشرية؟.

هيا بنا نتعرف على مفهوم التنمية البشرية :

التنمية البشرية مصطلح شامل وعام لايهتم بالفرد بشكل خاص ولكنه معنى بشكل كبير بالقضايا المتعلقة بالمجتمع بشكل عام .
مشاكل الفقر .. البطالة .. الطفل .. المرأه وهكذا .

إذن هو مصطلح شمولى يهتم بقضايا متعلقة بأفراد وليس بفرد بذاته .
التنمية الذاتية مصطلح يغلق دائرته على الفرد بشكل خاص يناقش تفاصيلى كفرد .. مهاراتى . قدراتى .. مايميزنى. واكتشافها و كيفية تطويرى و الاستفادة من تحديد ذلك بشكل يمنحنى نجاحا أكبر فى الحياة.

القسم المخصص لكتب ال(self help) أو (personal development) موجود فى جميع مكتبات العالم وهو الأكثر شهرة وإقبالا عليه ثم انتشر بعالمنا العربى مع التطور والسوشيال ميديا وقنوات الثقافة المفتوحة فصارت هناك روافد كثيرة ومتعددة تتدخل بشكل أو بآخر فى آلية التنمية الذاتية .

طموح الشباب وأحلام الشهرة والثراء

فصار للسوشيال ميديا البصمة الأوضح والتاثير الأكثر قوة من خلال الإهتمام بالتفاصيل الدقيقة قبل الواضحة التى نركن إليها كبشر للتطوير من انفسنا.
وصارت العناوين المبهرة هى حلم الجميع مع إستغلال طموح الشباب وانبهارهم الشديد بنجوم المجتمع والسوشيال ميديا فصار حلم الثراء والشهرة هو التارجت المرجو تحقيقه لأى شاب .
من هنا بدأت روافد يطلق عليها عبثا ثقافية تلعب على أوتار حلم الشهرة والثراء السريع جدا
فرأينا العجب العجاب …
كيف تصبح مليونيرا فى أيام !
كيف تصبح مشهورا فى ثلاث دقائق !

وطريقة عمل ثرى عربى فى البيت بلا جهد !

والكثير من الإطلالات العبثية التى لاتلوى على شيء سوى التربح السريع باستغلال ضغوط الشباب ورغبتهم الجامحة نحو الثراء والشهرة .

وهذا يدعونا حتما للتوقف هل ماينشر تنمية ذاتية فعلية ؟
أم تخدير ونصب وخداع تحت شعار التنمية ؟

هل مانتناوله من إصدارات تحمل اسم تنمية ذاتية هو إهداء شعلة تنير القلب والعقل وتجعل الفرد قادرا على اكتشاف ذاته وتطويرها ؟ أم هو ترويج لأوهام ؟

الحقيقة ظهرت أماكن كثيرة تصدر لنا مايسمى بكتب تطوير الذات وهى أبعد ماتكون عن الحقيقة
مخدر موضعى .. رحلة وهمية لتحقيق أحلام بلاسعى حقيقى لها .
منذ فترة نتابع الإصدارات الخاصة بالتنمية الذاتية
التى تناقش وبوعى شديد كيفية العمل على الذات وان شقاء الفرد او سعادته تبدا من داخله.

معرفته بنفسه (قدراته) (مهاراته)
ومايستطيع تقديمه لذاته ليهبها أسباب النجاح و السعادة.
أن تعرف ذاتك لتكون أفضل مع نفسك وأفضل مع الآخرين بدعم الثقة وتعلم قوة التحكم في الذات والأعصاب وإدارة التوتر والخوف والقلق ومعرفة التفكير الاستراتيجي والتفكير الروحانى وتعلم مهارات القيادة، والإبداع وصناعة التميز.

وتقنيات التحفيز الذاتي والاتصال الفعال..

وهناك الكثير من الكتب نتقبلها كتجارب نجاح لاترويج للوهم.

رودلف جولياني (عمدة نيويورك المحبوب ) حين يؤلف كتابا عن مهارات القيادة..
الملياردير الأمريكي ترامب حين يؤلف كتابا يتحدث فيه عن النجاح المالى.

وايضا اصدارات ديمون زهاريادس المترجمة و باتريك كينغ وارنولد بينيت.

وايضا لدينا الكثير من الاقلام المحترمة فى هذا المجال
سلسلة د. إيهاب فكرى
وجدا برشحها ( فن الكلام – شارع النجاح – اصحاب الكاريزما)
و كريم الشاذلى و د. نشوى صلاح
( وأعترف أيضا أن كل كاتب فى أى مجال يمنحنى بعد قراءة عمله او مقاله دفعة حماس أو طاقة إيجابية او أمل او سعادة هو أيضا يساعدنى فى تنمية ذاتى)
كل كاتب يترك اثر جميل هو مشارك فى التنمية الذاتية.

مخاطبة العقول وأصدارات واعية

دور النشر التى لا يعنيها التربح من تصدير الأوهام وجذب الملايين من راغبى الأحلام
ولكنها تسعى لمخاطبة عقول القراء بتقديم إصدارات حقيقية واعية صادقة .
للباحثين عن السعادة والنجاح والسلام النفسي
توسد روافدك ممن يستحقون ثقتك من منابر الأدب الصادقة التى تحترم العقل قبل التربح وبناء الشخصية قبل التوزيع والشهرة.

ومن دور النشر المميزة التى تعلم حجم وأهمية دورها بالنسبة للفرد والمجتمع وكيان البلد ككل كدار( دون للنشر) التى اتيح لى وللكثيرين فرصة إقتناء كتب تنمية ذاتية مهمة وواعية .

فشكرا لكل من قدم محتوى يحترم ويقوم بالعمل على الفرد وكيف يصنع من نفسه الحلم ويطور ذاته .

وشكرا من القلب لكل دار نشر أثبتت مصداقيتها فيما تقدم وحرصت على صناعة محتوى هادف وجاد واحترام العقل والمهنية فى زمن بيع الأوهام .

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.