الاعتصام بالوطن حصن البقاء..الوطن معنى يتجاوز الحدود

الاعتصام بالوطن حصن البقاء..الوطن معنى يتجاوز الحدود

بقلم/ إيمان سامي عباس

 

الاعتصام.. الوطن ليس مجرد مساحة مرسومة على الخرائط أو لون يميزها في كتب الجغرافيا، بل هو روح تسكننا وهوية تمنحنا معنى للحياة. الوطن هو ذاكرة أجيال وأمان حاضر وضمان مستقبل. لذلك فإن التمسك به ليس خياراً بل فرض واجب، لأن التفريط فيه خيانة للماضي وتضييع للحاضر وتهديد للمستقبل. إن وحدة الوطن هي انعكاس لوحدة أمرنا بها الخالق، فالوطن وعاء يجمع أبناءه تحت راية واحدة ويصونهم من التمزق والضياع.

لقد أثبتت التجارب أن الأمم التي تتناحر وتتمزق تندثر سريعاً، بينما تلك التي تتمسك بوحدتها وتشد أزرها ببعضها تعبر الأزمات وتبقى قوية مهما اشتدت العواصف. فالوطن لا يُقاس بكمية الذهب أو النفط، وإنما بما يحمله أبناؤه من إيمان عميق بقيمته وحرص على صيانته.

 

مصر عبر التاريخ.. قوة الوحدة وأثرها

أرض مصر، التي شاء الله أن يجعلها قلب العالم ومهوى للأفئدة، قدّمت عبر سبعة آلاف عام درساً متكرراً في أن التماسك الوطني هو سر البقاء. قاومت الغزاة، دحرت المعتدين، وصمدت أمام التتار والصليبيين والمستعمرين. وحين تفرق أبناؤها تراجعت، وحين اجتمعوا نهضت وازدهرت. وكانت ملحمة السادس من أكتوبر خير شاهد على أن قوة مصر الحقيقية كانت في وحدة صفها قبل أن تكون في عتادها العسكري.

واليوم، في زمن تتصارع فيه القوى وتتشابك فيه المصالح، يظل التمسك بالوطن فرض عين على كل مصري. فلا مكان للانشغال بخلافات ضيقة أو سماع أصوات الفتنة، فالأوطان تُبنى بالجهد والعرق والإخلاص، لا بالصخب والجدل. حماية مؤسسات الدولة، من الجيش والشرطة إلى القضاء والتعليم والإعلام، واجب على كل مواطن، فهي الأعمدة التي يقوم عليها صرح الوطن.

كاتبه المقال. إيمان سامي عباس

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.