الإبتزاز الإلكتروني وعلاقته بإنتحار مئات الفتيات .. أحترسي !!!

الإبتزاز الإلكتروني وعلاقته بإنتحار مئات الفتيات .. أحترسي !!!

 

بقلم… إيمان سامى عباس

 

انتحار فتيات على مستوى العالم نتيجة تعرضهن لابتزاز مشين بانتهاك خصوصيتهن واستغلال البرامج الالكترونية الحديثة لتزييف صورهن ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعى الالكترونية وترصد تصرفات البعض والتنمر الكترونيا لهم بتصويرهم فى مناسبات مختلفة وتسريبها عبر مقاطع الفيديوانما يشير الى صور مختلفة من (الانفلات الافتراضى) على وسائل التواصل الالكترونى والاخلاقى لمنظومة القيم التى تدعونا لها الاديان للتمسك بمكارم الاخلاق على ارض الواقع بالفعل وليس بالقول فقط.

الانفلات الاخلاقي:

 

واذا كانت قناعتى بان الاخلاق اساس بناء الامم وانهيارها يتوقف على معاناتها من الانفلات الاخلاقى والانسان عندما اسس نهضته الحديثة بعيدا عن القيم بهدف ان يكون( سيدا على الكون) وليس (سيدا فى الكون) راينا اختفاء الانسانية خلف اصوات البنادق وتضارب المصالح واللجؤء الى ثورة الاتصالات والمواصلات لتحقيق الاطماع والثروات.

 

ويشهد التاريخ الفرعونى القديم من خلال مخطوطات الحكمة للمفكر المصرى بتاح محب عن الارث الاخلاقى المميز للشعب المصرى بهدؤء النفس والعيش المعتدل بسبب راحة البال مما ساهم فى ان يعيشوا بسعادة وحالة من الرضا.

 

المؤسسات الدينيه وتشكيل الوعي:

 

واذا ما كنا بحاجة لاجراء كشف متقدم على من يتقدم للتدريس باعتبار ان المعلم له دور مهم مع الاسرة والاعلام والمؤسسة الدينية فى تشكيل الوعى وتعزيز القيم وتوجيه سلوك النشءومن ثم على كل من يحمل هذه الرسالة ان يعرف لها قدرها وان يكون على مستوى المسئولية حتى لا نجد من بيننا من يدفع بعض من المعلمات للمعاناة الاجتماعية بسبب تسرب مقطع فيديو لهاونشره على المواقع الالكترونية.

 

دور الاسرة:

 

واذا كنا من اوائل الشعوب التى عرفت فضائل ضبط النفس والصدق والعدالة والسماحة فانه ينبغى المحافظة على هذه الفضائل التى اصبحت (بعافية) فى وقت من الاوقات بسبب غياب دور الاسرة نتيجة انشغال الاب والام بالعمل مما ترتب عليه اهمال تربية الابناء بجانب تاثير الدراما والاغانى الهابطة على قطاع عريض من الشباب مع افتقاد الدور التربوى والتقويمى للعديد من مدارسنا بعد ان تراجعت هيبة المعلم بسبب الدروس الخصوصية.

اعتقد اننا بحاجة لاستعادة دور الاسرة لانتشال الابناء من الانهيار والانفلات الاخلاقى حيث انه بصلاح الاسر تنصلح المجتمعات ولا ينبغى ان يقتصر دور الاسرة على التوجيه والاشارة الى ماهو صالح او طالح بل من الاهمية بناء التربية على اسس الحوار الهادف بين الاباء والابناء وتعميق العلاقة بين المدرسة والاسرة بجانب متابعة صحبة الابناء لاقرانهم من الاصدقاء والحرص على ان تكون الصحبة صالحة.

 

كيفيه استعاده الامه المبادئ والعقيدة:

 

الوقفة الجادة لاصلاح المنظومة المجتمعية واستعادة الامة لحميد الاخلاق وحسن الخصال والتمسك بمبادىء الخير والعدل والفضيلة من صميم الاخلاق بغض النظر عن العقيدة او العرق من شانه المحافظة على بريق الامة ونهضتها وزوال تدهورها

 

من الاهمية التصدى لكل المدافعين عن القبح الافتراضى بوسائل التواصل الاجتماعى والفاظ الردح والشتيمة والشماتة بدعوى الحرية وتغييب العقول بالزور والبهتان بالصور المفبركة والافتراء بالبهتان على البعض لضمان ازالة الجدار العازل بين قيمنا الاخلاقية وموروثنا الحضارى ونزعتنا الدينية

 

اننا بحاجة لاستعادة الدور التنويرى للمنتج الابداعى خاصة فى الدراما والسينما نظرا لان غالبيتها لم تعد راصدة للواقع ومعالجة لمشكلاته بل انها فى الفترة الاخيرة حرصت على تصدير سلوكيات منحرفة وغذت الطبقية وتناولت محتويات تتنافى مع قيمنا الاجتماعية واستعرضت الحقد الاجتماعى مما يشكل خطورة على المجتمعات

 

اتصور ضرورة الاسراع بتبنى السياسات التى تسهم فى وقف التراجع الحضارى لامتنا والتخلف عن ركب العلم والمعرفة وعجز المنظومة التعليمية عن انتاج محتولى تعليمى وقيمى ينهض بالمجتمع وطرح مشروع اجتماعى وثقافى متكامل الاركان يشمل كل المؤسسات العاملة فى المجال الاجتماعى وصناعة الفكر والكلمة والتنسيق بين المؤسسات المنتجة للخطاب الدينى.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.