الأيدي المرتعشة في التربية بين الحب والخوف من المسؤولية

الأيدي المرتعشة

الأيدي المرتعشة .. من المؤكد إننا نقف نحن المربين أمام تحديات كثيرة ومسؤولية عظيمة أثناء تربية الصغار ومصاحبة الكبار، لنخرج جيلا سويًا يقود حياته بجودة وكفاءة وقليل قدر المستطاع من الصدمات. لكن؛ يقع البعض منا في حيرة بين الحب والخوف فتتحول أيديهم إلى “أيدٍ مرتعشة”، عاجزة امام اتخاذ قرارات صائبة في لحظات حاسمة.

بقلم / مي رضا

“الأيدي المرتعشة ” في التربية ليست حالة فردية، لكنها ظاهرة انتشرت في المجتمع من فترة قريبة، السبب الرئيسي لها هو الخوف والتردد ،والخلط بين مفهوم الحزم والعنف.

 

اقرأ ايضا: إيران تتخذ إجراءات رد فعل على قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية

الأب الذي لا يستطيع وضع حدود واضحة لأطفاله خوفًا أن يكون قراره خاطئ، والأم التي لا تستطيع فرض قوانين الانضباط داخل المنزل وخارجه خوفًا من مواجهة الرفض أو النقد من الآخرين، كلاهما يُساهم في تربية أطفال مترددين قليلو الثقة في أنفسهم غير قادرين على ادارة حياتهم بشكل سوي، ويُضعف مع الوقت قدرة الآباء على تأسيس طريق واضح للأبناء، والنتيجة تيه وتشتت في النمو النفسي والاجتماعي للأبناء .

تحتاج التربية إلى حزم متوازن، يتم دمج الحنان والحب بالقوة، والارشاد والتوجيه بالحرية، ومربي واثق من نفسهِ لا يهاب اتخاذ القرار، وادراك تام أن كل تجربة إخفاق هي درس يتعلم منه الأبناء . مع التأكيد لنفسه بين الحين والآخر أن الأيدي الراسخة لا تعني القسوة، إنما هي عين الحب، والايمان بأن التربية هي عملية تَعَلُم تراكمية اساسها الصبر والثقة .

لتجاوز “الأيدي المرتعشة” في التربية لابد من إيجاد حلول متوازنة:
• التحلي بالشجاعة في إتخاذ القرارات .
الاطلاع المستمر على أساليب التربية الحديثة يجعل المربي واثقًا من قراراته ومبادئه، يصبح أكثر شجاعة وقدرة على توجيه الابن بثبات.
• الوضوح في التصرفات من حولهم لأن الأبناء يتعلمون مما يشاهدونه .
وضع قوانين واضحة داخل المنزل وخارجه، يساعد الأبناء على فهم الحدود وتوقع العواقب. والأهم الالتزام بهذه القواعد دون تردد أو تناقض، لمنح الاحساس بالأمان والاستقرار .
• الثبات على المواقف بالحزم والمرونة، وتجنب العنف في القول والفعل .
بدلاً عن رد الفعل المذبذب أو العقاب غير المدروس، يمكن الحوار مع الابن والتفكير في نتائج أفعاله، مما يجعله قادر على إتخاذ قرارات أكثر مسؤولية.

قرأ ايضا: ماكرون .. “إنفيديا” و”ميسترال” امتداد لجهود فرنسا في تطوير الذكاء الاصطناعي

التعلم الدائم عن كيفية ادارة النفس والمعرفة عنها 

من المهم أن يتعلم المربّي كيفية التعامل مع مشاعره بشكل صحي. يمكن تحقيق ذلك عبر ممارسة
تقنيات الاسترخاء، والتحدث مع خبراء أو الاستفادة من الدعم.


• تعليم الأبناء تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات

نستبدل فرض السيطرة والقمع، بمنح الطفل فرصة لاتخاذ بعض القرارات بنفسه وفق عمره ومستوى نضجه، مما يعزز ثقته بنفسه ويقلل من اعتماده على غيره.

التواصل الرحيم الفعّال والمفتوح.

يجب أن يكون التواصل مع الابناء مرتكز على المحاورة والاعتبار لرأيه وأهميته وتعزيز قدرته على
المشاركة في اتخاذ القرارات وخصوصا المتعلقة به. وتجنب التوجيهات والأوامر قدر الامكان.

الحرص على التعلم من التجارب وعدم الخوف من الأخطاء

التربية ليست عملية مثالية خالية من الأخطاء، ولا طريقة واحدة خالية من الاخفاق، فكل موقف تربوي يُمثل فرصة للنمو والتطور للآباء والأبناء معا.

• دوام التذكر أن التربية مسؤولية من اختيارنا غير مفروضة علينا مع تجديد النية مع كل قول وفعل 

ختاما أيها المربي ،التربية الفعالة تحتاج إلى عقل واعي وقلب مؤمن ويدٍ راسخة وأفعال حسنة تُمارس مع وجود نية دائمة بالحفاظ على الأمانة، وتربية أبناء قادرة على الصمود أمام تحديات الحياة ويحدث هذا، بالحب والثبات لا بالخوف والتردد، لبناء بيئة آمنة تمكن الطفل من النمو بثقة واستقلالية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.