أحمد عبد الصبور : إستهدفت الثورة كسر الحاجز الطبقي بين أبناء الشعب الواحد وتبصيرهم بما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات

أحمد عبد الصبور

صمؤيل نبيل

 

إستضافت قناة النيل الثقافية في برنامج واحة الفنون الناقد والمؤرخ الفني ” أحمد عبد الصبور ” مع الإعلامي ” حسن الشاذلي ” في حلقة خاصة عن مناسبة الذكرى الـ 71 عن ثورة يوليو 1952 م المجيدة .

 

وقد تحدث الناقد والمؤرخ الفني ” أحمد عبد الصبور ” قائلاً :

 

لاتزال الأفلام التي عبرت عن فرحة المصريين بـ ثورة يوليو 1952 هي المرجعية الأساسية عن الثورة المجيدة في وجداننا وذكرياتنا على مر الأجيال ، سواء كانت تلك الأفلام التي مهدت و وثقت لوقائع وظروف وأحداث الثورة وأظهرت الوضع الإجتماعي المختل والتفاوت بين الشعب والأسرة الحاكمة ، مثل فيلم ” الباب المفتوح ” لـ ” فاتن حمامة ” و ” محمود مرسي ” و ” صالح سليم ” ، وفيلم ” بورسعيد ” لـ ” فريد شوقي ” و ” هدى سلطان ” ، وفيلم ” الأيدي الناعمة ” لـ ” أحمد مظهر ” و ” صباح ” و ” صلاح ذو الفقار ” ، وفيلم ” رد قلبي ” لـ ” شكري سرحان ” و ” مريم فخر الدين ” ، وفيلم ” الله معنا ” لـ ” عماد حمدي ” و ” فاتن حمامة ” .

 

 

أو الأفلام التي تناولت الوضع السياسي للدولة الملكية والفساد الذي أدى للهزيمة في حرب 1948 م ، وصفقة إستيراد الأسلحة الفاسدة ، مثل أفلام : ” غروب وشروق ” ، و ” القاهرة 30 ” ، و ” بداية ونهاية ” ، و ” في بيتنا رجل ” .

 

 

وأشار ” أحمد عبد الصبور ” قائلاً :

بعد مرور 71 عاماً على قيام ثورة يوليو المجيدة ، يجب أن نطرح على أنفسنا سؤالاً ” هل نجحت السينما بالفعل في التعبير عن التأثيرات الضخمة التي أحدثتها الثورة في المجتمع المصري أم أنها ظلمت الثورة ، وهل هناك جديد يمكنه أن تقدمه عنها حتى الآن ؟ ” .

 

 

إن السينما لم تفهم ثورة 23 يوليو إلا بعد حوالي 25 سنة من قيامها ، عندما أصبح تقدمها بشكل أكثر حيادية وموضوعية ، وبما فيها من سلبيات وإيجابيات ، لكنها كانت في البداية لسان حال الثورة المؤيد لها على طول الخط ، وكانت تفتقد كثيراً للدقة التاريخية .

 

 

وكشف ” أحمد عبد الصبور ” أن رواية « رد قلبي » التي كتبها الأديب الراحل ” يوسف السباعي ” جاء فيها أن الرئيس ” محمد نجيب ” هو من قام بالثورة ، عكس ما جاء في الفيلم بأن من قام بها هو الزعيم ” جمال عبد الناصر ” أو الضباط الأحرار ، وأن الأديب الكبير الراحل ” إحسان عبد القدوس ” كتب قصة فيلم ” الله معنا ” ، وكان يدافع عن الثورة ، قبل أن يهاجمها في بعض قصصه ورواياته ومقالاته لاحقاً مع أنه كان صديقاً شخصياً للرئيس الراحل ” جمال عبد الناصر ” .

 

 

ومن جانبه قال الناقد والمؤرخ الفني ” أحمد عبد الصبور ” ، إنه عندما إنطلقت الشرارة الأولى للثورة ، كانت السينما المصرية قد قطعت شوطاً كبيراً في إزدهارها ، حيث شهد الفيلم المصري نشاطاً ورواجاً متزايداً ، لاسيما بعد الحرب العالمية الثانية التي أسهمت في إنتشار الفيلم المصري في جميع الدول العربية وإثيوبيا والهند وباكستان واليونان وأميركا .

 

وكان لابد للسينما أن تتفاعل مع الأفكار الجديدة التي حملتها الثورة ، فإنطلقت إلى سلسلة من الأفلام الوطنية بدأتها بفيلم أنتج قبل الثورة ولم يعرض إلا بعد قيامها وهو فيلم « مصطفى كامل »، ثم توالت أفلام « الله معنا » لـ ” أحمد بدرخان ” ، و « رد قلبي » لـ ” عز الدين ذو الفقار ” .

 

 

وأضاف ” أحمد عبد الصبور ” قائلاً : إن سينما الثورة إرتبطت بأسماء مجموعة من المخرجين الكبار ، ومن بينهم المخرج الراحل « صلاح أبو سيف » ، والذي يعتبر من الجيل الذي واكب الثورة ، وكان لها دور كبير فى توجهاتهم الفكرية مثل : ” عز الدين ذو الفقار ” ، ” حسن الإمام ” ، ” عاطف سالم ” ، ” كمال الشيخ ” ، وكان ” صلاح أبو سيف ” من أكثر المخرجين إيماناً بأهمية قيامها مجسداً ذلك من خلال أفلام رائعة مثل فيلم « بداية ونهاية » عام 1960 عن رواية الأديب ” نجيب محفوظ ” .

 

 

ورصد “ صلاح أبو سيف ” ، تفاعلات العلاقات الإجتماعية في ذلك الوقت وعلاقة الإنسان الفقير بمجتمعه ، وأيضاً فيلم « القاهرة 30 » الذي قدم شخصية ” محجوب عبد الدايم ” الإنتهازي الذي يلتحق بالعمل بمكتب وكيل الوزارة وزواجه من فتاة فقيرة يقدمها للباشا ليحصل بالمقابل على منصب أعلى ، راصداً فساد عصر ما قبل الثورة .

 

 

كما كان للمخرج ” عز الدين ذو الفقار ” دور مهم في دعم الثورة ، حيث أخرج العديد من الأفلام الوطنية التي رصدت عصر ما قبل الثورة لتؤكد أهمية قيامها مثل فيلم « رد قلبي » الذي يعتبره كثيرون من أنجح الأفلام الوطنية التي ظهرت في هذه المرحلة ، والذي كتب قصته ” يوسف السباعي ” وهو ضابط سابق و وزير ثقافة راحل ، وأخرجه ” عز الدين ذو الفقار ” .

 

وعن التأثيرات الكبيرة لـ ثورة يوليو في تركيبة المجتمع المصري ، قال الناقد والمؤرخ الفني ” أحمد عبد الصبور ” ، إنه مع ترسيخ الثورة لأقدامها ، شهدت السينما حراكاً حقيقياً ، فأخذت على عاتقها مهمة محو الأمية الثقافية والسياسية ، وتبنت الأفكار التي أتت بها الثورة ، خاصة بعد أن تم إنشاء المؤسسة العامة للسينما التي تولت إنتاج العديد من الأفلام ذات التوجه السياسي مثل : غروب وشروق ، الفتوة ، اللص والكلاب ، بورسعيد ، جميلة بوحريد ، باب الحديد ، الحرام ، البوسطجي … وغيرها ، حيث إستهدفت الثورة كسر الحاجز الطبقي بين أبناء الشعب الواحد وتبصيرهم بما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات .

 

لمشاهدة الحلقة :

أحمد عبد الصبور
أحمد عبد الصبور

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.