شهد الساحل الشمالي المصري، وتحديدًا مدينة العلمين الجديدة، تحولًا جذريًا في السنوات الأخيرة، ليس فقط كوجهة سياحية موسمية، بل كمركز جذب استثماري يعمل على مدار العام. ويبرز مهرجان العلمين كأحد أبرز الأدوات التي استخدمتها الدولة لإحداث هذا التحول، حيث ساهم المهرجان في تعزيز مكانة المدينة على خريطة الاستثمارات العالمية، وجذب الأنظار إلى الإمكانيات الهائلة التي تمتلكها المنطقة.
طفرة مالية واستثمارية تعيد رسم ملامح المدينة
بحسب المهندس أحمد صبور، المطور العقاري وعضو مجلس الشيوخ، فإن حجم الاستثمارات في مدينة العلمين الجديدة بلغ نحو 350 مليار جنيه حتى منتصف عام 2025، ما يعكس حجم الطفرة الاقتصادية التي تشهدها المدينة.
وأضاف، أن الاستعدادات اللوجستية والبنية التحتية الخاصة بالمهرجان تم تنفيذها خلال فترة وجيزة، ما يدل على الجاهزية الكاملة للمنطقة لاستضافة فعاليات دولية كبرى.
وأشار صبور، إلى أن استثمارات البنية التحتية وحدها خلال العام المالي 2024–2025 بلغت نحو 18 مليار جنيه، إلى جانب خطط مستقبلية لطرح مشروعات إضافية بقيمة 20 مليار جنيه، كما تم تخصيص 500 فدان لشركات التطوير العقاري، مع استعداد ثلاث شركات دولية – صينية وأوروبية – للدخول في مشروعات صناعية بقيمة تتراوح بين 20 و25 مليار جنيه.
استثمارات الضيافة تنعش السوق السياحي
من جانبه، أكد المهندس محمود حجازي، الرئيس الأسبق للشركة القابضة للتشييد والتعمير، أن قطاع الضيافة شهد توسعًا كبيرًا، حيث ضُخت استثمارات بلغت 30 مليار جنيه لإنشاء نحو 5 آلاف غرفة فندقية، ومن المتوقع الانتهاء منها خلال عام 2025. هذه القفزة النوعية أسهمت في تحسين البنية السياحية وتحويل المنطقة إلى مقصد سياحي مستدام.
رأس الحكمة ومهرجان العلمين شراكة بين الترفيه والاستثمار
أما الدكتور كريم عادل، مدير مركز العدل للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، فأوضح أن توقيع اتفاقية استراتيجية مع الجانب الإماراتي لإنشاء مشروع “رأس الحكمة” باستثمارات تصل إلى 35 مليار دولار، شكّل دفعة قوية لمكانة الساحل الشمالي.
ولفت إلى أن مهرجان العلمين ساعد في تسليط الضوء على الإمكانيات الاستثمارية، حيث شهدت نسخته الثانية الإعلان عن استثمارات تجاوزت 230 مليار جنيه، ما أسهم في تنشيط السوق العقاري وتعزيز ثقة المستثمرين.
وجهة المستقبل.. العلمين بوابة استثمارات الغد
بهذا النجاح المتكامل بين الفعاليات الثقافية والتخطيط الاستثماري، تتحول العلمين الجديدة من مدينة ناشئة إلى أيقونة اقتصادية وسياحية تمتلك القدرة على المنافسة إقليميًا ودوليًا.
وتجدر الإشارة إلى أن مهرجان العلمين لم يكن مجرد حدث ترفيهي، بل منصة استراتيجية لوضع المدينة على خارطة الاستثمار العالمي.