مصر تعزز إمدادات الغاز : رئيس الوزراء يتفقد استعدادات ميناء سوميد
رئيس الوزراء يتفقد استعدادات ميناء سوميد
مصر تعزز إمدادات الغاز: رئيس الوزراء يتفقد استعدادات ميناء سوميد
كتبت: مريم سمير البدراوي
تفقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، اليوم، جاهزية الرصيف الثاني بميناء شركة سوميد بالعين السخنة. تأتي هذه الزيارة ضمن متابعة الاستعدادات النهائية للبنية التحتية الخاصة باستيراد الغاز الطبيعي المُسال.
“إنرجوس إسكيمو” تدعم أمن الطاقة المصري
تهدف هذه الجولة المحورية إلى ضمان استقبال وتشغيل سفينة التغييز الثانية للغاز الطبيعي المسال المستورد، “إنرجوس إسكيمو”، في وقت قريب. سيساهم دخول السفينة الخدمة بشكل فعال في تلبية الاحتياجات المتزايدة للسوق المحلية من الطاقة.
وشدد رئيس الوزراء على أن هذا المشروع يُعد ركيزة أساسية ضمن المشروعات القومية الاستراتيجية. وتهدف هذه المشروعات إلى تعزيز قدرة الشبكة القومية للغاز الطبيعي، وزيادة إمداداته، ودعم تأمين احتياجات قطاعات الاستهلاك المختلفة، خصوصًا خلال فصل الصيف الذي يشهد ذروة في استهلاك الطاقة. يعكس هذا التوجه حرص الحكومة على ضمان استقرار إمدادات الطاقة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي على المدى الطويل، بما يدعم خطط التنمية الاقتصادية الشاملة للبلاد.
إنجازات هندسية رائدة: جاهزية رصيف سوميد الجديد
أعلن المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، عن الانتهاء الكامل من تنفيذ مشروع تجهيز رصيف سوميد لاستقبال ورسو سفينة التغييز الثانية “إنرجوس إسكيمو” بنسبة 100%. شملت هذه الأعمال كافة التركيبات الضرورية وعمليات الاختبار التجريبي، لضمان كفاءة استقبال السفينة التي تبلغ طاقتها التصميمية 750 مليون قدم مكعب يوميًا. ستنضم “إنرجوس إسكيمو” إلى سفينة التغييز الأولى “هوج جاليون”، التي دخلت الخدمة العام الماضي بنفس القدرة، مما يعزز بشكل كبير من القدرة الاستيعابية لاستيراد الغاز المسال لمصر.
وأوضح الوزير أن الفرق الفنية لشركات قطاع البترول المصري باشرت العمل على تجهيز الرصيف الثاني بميناء سوميد منذ سبتمبر الماضي. تم ذلك في إطار خطة متكاملة لاستقبال وتشغيل سفينة التغييز الثانية بسلاسة. وشمل المشروع تعديلات فنية دقيقة على الرصيف البحري، بالإضافة إلى إنشاء خطي غاز جديدين لنقل إمدادات الغاز من السفينة: أحدهما بحري بطول 2.2 كم، والآخر بري بطول 3.8 كم. كما تم تركيب أذرع شحن متخصصة لربط السفينة بالشبكة القومية للغاز بكفاءة عالية. ووجه الوزير الشكر لجهود فرق العمل بشركات إيجاس، وجاسكو، وبتروجيت، وإنبي، وسوميد، على إسهاماتهم الفاعلة في إنجاز هذا المشروع الحيوي.
عمليات التغييز وضخ الغاز: تأمين احتياجات السوق المحلية
خلال جولته، تفقد رئيس مجلس الوزراء عمليات استقبال واردات الغاز الطبيعي المسال التي تقوم بها حاليًا سفينة التغييز الأولى “هوج جاليون” بالميناء. تتضمن هذه العمليات إعادة الغاز إلى حالته الطبيعية وضخه في الشبكة القومية للغاز الطبيعي لتلبية احتياجات قطاعات الاستهلاك. كما اطلع رئيس الوزراء على عمليات استقبال شحنة جديدة من الغاز المسال عبر إحدى ناقلات الغاز، والتي تقوم بتفريغ حمولتها إلى السفينة تمهيدًا لبدء عملية التغييز وضخ الغاز المعالج إلى الشبكة القومية. استمع مدبولي إلى شرح مفصل حول إجراءات السلامة الصارمة المتبعة لضمان سير العمل على الرصيف بأعلى معايير الأمان.
من جانبه، بيّن المهندس يس محمد، العضو المنتدب التنفيذي للشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس)، أن قطاع البترول نجح في التعاقد مع شركة “هوج” لاستئجار السفينة “جاليون” لاستقبال واردات الغاز الطبيعي المسال وضخها في الشبكة القومية للغاز للسوق المحلية بقدرة تصل إلى 750 مليون قدم مكعب يوميًا. أكد أن السفينة دخلت الخدمة فعليًا في صيف عام 2024، وتعمل بانتظام على تأمين الإمدادات. واستعرض المهندس يس محمد الجهود الاستباقية المبذولة منذ عام 2024 لتوسيع قدرات استيراد الغاز الطبيعي وتنويع مصادر الإمداد. وأشار إلى إضافة ثلاث سفن جديدة في هذا المجال إلى البنية التحتية المصرية خلال الصيف الحالي: اثنتان منها في منطقة السخنة، والثالثة في دمياط بالبحر المتوسط. يعكس هذا التخطيط الاستراتيجي تأمين مستقبل الطاقة في مصر.
جهود متكاملة لتعزيز البنية التحتية للغاز
تابع رئيس الوزراء شرحًا فنيًا من المهندس ياسر صلاح الدين، رئيس شركة جاسكو، والمهندس محمد عبدالحافظ، رئيس شركة سوميد، حول الموقف الحالي لتجهيز منظومة استيراد الغاز الطبيعي بالميناء والأعمال المنفذة.
أوضح رئيس شركة جاسكو أن الشركة تولت تنفيذ الدراسات الفنية والهندسية لمشروعي استيراد الغاز الطبيعي بمينائي سوميد وسونكر بالعين السخنة. وشمل ذلك توريد الخامات والمهمات، وإدارة المشروعين بالكامل بواسطة فرق عمل شركة بتروجت. أضاف أن المشروعين تضمنّا تنفيذ خطوط نقل غاز بحرية وبرية بأطوال مختلفة وأقطار كبيرة، وتوريد ذراعي شحن بقطر 16 بوصة، تُعد من الأكبر عالميًا، لاستيعاب كميات الغاز المعاد تغييزها وضخها بالكفاءة المطلوبة. وقد تم الانتهاء من أعمال التنفيذ، لتصبح الأرصفة والبنية التحتية جاهزة لاستقبال سفينتي التغييز للغاز الطبيعي المسال المستورد ونقل الإمدادات منهما إلى شبكة نقل الغاز الطبيعي القومية لتوزيعها إلى كافة قطاعات الاستهلاك المحلي.
بدوره، أشار رئيس شركة سوميد إلى الانتهاء من استعدادات استقبال سفينة إعادة التغييز الثانية على الرصيف البحري بالعين السخنة، بعد تنفيذ التعديلات الفنية اللازمة وتدريب الأطقم البحرية على عمليات الرباط وفق أحدث النظم العالمية. كما تم تعزيز جاهزية الميناء بتوفير أربع قاطرات بحرية لدعم عمليات الرباط والسلامة. وأوضح أنه فيما يتعلق بمنظومة استيراد الغاز الطبيعي المسال بالميناء، فقد تم استقبال 35 ناقلة غاز مستورد بمعدل 6 ناقلات شهريًا، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 85 ناقلة سنويًا بعد تشغيل السفينة الجديدة للتغييز لاستقبال الغاز المسال بالميناء.