رسائل من القرآن الكريم في العقيدة الإسلامية

رسائل من القرآن الكريم في العقيدة الإسلامية

بقلم :ايمان سامي عباس

انى لا اصلى لك كما يليق بك يا الله .. ولا أصوم كما كان يفعل داود .. ولا اصبر اذا مرضت كما صبر أيوب .. ولا اسبح بحمدك تسبيح يونس فى بطن الحوت .. ولا آخذدينى بقوة كيحيى .. ولا اغض بصرى كما غض يوسف كل جوارحه .. ولست متسامح لحد القول : اذهبوا فأنتم الطلقاء .. ولكنى مثلهم احبك يا الله  .. هذه مقدمة كتاب “رسائل القرآن  “ .. للكاتب المبدع أدهم الشرقاوى  ( قس بن ساعدة ) .. وهو يتبع اسلوب غير عادى .. يضع الآية كرسالة لنا .. ثم يطبقها مع واقعة محددة .. حدثت علىأرض الواقع .. وكأن هذه الآية جاءت رسالة تكشف حقيقة الحدث .. فهى رسالة كاشفة للجميع ..

رسائل القرآن

اسمحوا لى ان اختار لكم بعض من هذه الرسائل  .. ونحن علىمشارف شهر رمضان .. شهر القرآن  .. “ عسى ربنا ان يبدلنا خيرا منها “ .. اطفئ بهذه الآية نار حسرتك على كل فرصة ضاعت .. وعلى كل وظيفة خسرتها وعلى كلحبيب أفلت يدك فى منتصف الطريق .. وعلى كل صديق حسبت ان له وجها جميلا .. فلم يكن هذا إلا قناعا لذئب جارح .. ما أخذه الله منك فلحكمة .. وما تركه لك فلرحمة.. فإن علمت الحكمة .. فاشكر .. وإن جهلتها .. فاصبر .. واعلم ان أقدار الله كلها خير وان اوجعتك .. ونحن امام آية أخرى : “ وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض اعدت للمتقين “ .. يقول أدهم الشرقاوى  : سارعوا .. لأن الموت لا ينتظر ..

رسائل من القرآن الكريم في العقيدة الإسلامية

غدا اتوب .. غدا أضع برنامجا للقراءة .. يأتى الغد .. ولا ننفذ شيئامما نويناه .. اما عن طول الامل .. فكلنا نعتقد ان الموت بعيد وبالمناسبة .. هذا ما كان يعتقده الذين ماتوا منذ دقيقة .. سارعوا .. لأن تأخر لحظات قد يكلفك عمرا كاملا.. والشئ بالشئ يذكر .. فسارعوا .. فربما تأخير ساعة قد يحرمكم الجنة .. وآية أخرى تقول : “ كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون “ .. الرسالة من هذه الآية هى : ان الموت هو الكأس الذى سيشرب منه الجميع  : المؤمن والفاجر .. النبى والطاغية .. والجن والملائكة .. وليس غير الله يبقى .. والموت ليسنهاية الحكاية .. على العكس تماما .. انه بدايتها فقط وكفى بالموت واعظا .. كان لابى نواس شاعر الخمرة الشهير جار صالح .. وكان كثيرا ما يدعوه الى الله وتركالخمرة .. فلما مات هذا الجار .. مشى ابو نواس فى جنازته .. ولما وقف على قبره ..

رسائل من القرآن الكريم في العقيدة الإسلامية

 

قال انت اليوم اوعظ منك حيا .. اى أن  كل الكلام الذى قلته لى تنصحني .. لايساوي فى الموعظة رؤيتى لك فى قبرك !! اما الآية التى يقول فيها الحق سبحانه  : “ واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة الا على الخاشعين .. فإن رسالتها : ان هذهالدنيا دار زراعة لا دار حصاد .. ودار امتحان لا دار جزاء .. ومن امتحانات الله سبحانه لعباده .. انه ينزل بهم الابتلاء : فقد الأحبة مصيبة .. وفقد المال مصيبة .. والجار السئ والزوج الفاجر والمدير الظالم كل هذه ابتلاءات .. فمن صبر .. فقد نجح فى الامتحان .. ومن سخط فقد رسب فى الامتحان  .. ولن ينجو انسان من مصيبةاو ابتلاء  .. حتى الأنبياء .. كانوا اشد الناس بلاء .. يروى اهل الأخبار والسير ..ان ذا القرنين لما وصل إلى بابل مرض مرضا شديدا .. فعرفت انه الموت فتذكر امه .. فأراد ان يربط على قلبها .. فأرسل لها كبشا ضخما .. وأوصاها انه اذا مات ان تذبحه .. ثم تطبخه .. ثم تدعو اليه من لم تصبه مصيبة قط .. أو لم يفقد عزيزا .. فلمامات نفذت وصيته .. لكن المفاجأة انه لم يحضر احد !! لأنه لا يوجد بيت إلا وفيه فقد أو مصيبة .. فهمت الأم رسالة ابنها وقالت داعية له .. رحمك الله .. بررتنى حيا وميتا!! انظروا الى الآية التى تقول : “ يا زكريا إنا نبشرك “ .. فبالرغم من وهن عظمه .. ووصل الشيب رأسه .. وكانت زوجته عاقرا .. لكنه يدرك ان الأسباب تحكم الناس .. ولا تحكم الله جل فى علاه .. فرفع يديه ودعا : “ فهب لى من لدنك وليا “ .. فجاءته الاستجابة : “ يا زكريا إنا نبشرك بغلام “ .. الرسالة هنا : ان من تمسك بالاسباب تركهلها ..ومن علق قلبه بالله .. هيأ له الله الأسباب  .. ولدينا آية عظيمة : فأدخلوا أبواب جهنم خالدين فيها .. فلبئس مثوى المتكبرين “ .. اما الرسالة فهى : تمرض القلوب .. كما تمرض الأجسام وعلاج الأجسام أسهل من علاج القلوب .. وان من أشرس الأمراض التى تصيب القلوب : الكبر .. ان يرى الانسان انه افضل من غيره .. بسبب أمواله .. او شهادة حصل عليها أو منصب شغله .. وهناك كبر ليس وراءه مميزات شخصية وهو اسوء أنواع الكبر ! .. ففى الحديث : لا يدخل الجنة من كان فى قلبهمثقال ذرة من كبر .. وكان دأب الصالحين معالجة اى شعور يجدونه بالاستعلاء .. مر الصحابة الجليل عبدالله بن سلام بالسوق وهو يحمل على ظهره حزمة حطب .. فقالوا له : أليس الله قد أغناك ؟ قال لهم : نعم ولكن أردت أن ابعد الكبر عنى .. كتاب أدهم الشرقاوى  “ رسائل من القرآن  “ .. يحمل العديد والعديد من الرسائل .. مع كل آية .. لعلنا نتدبر رسائل القرآن .. فى اعظم ايام شهر القرآن .. وكل عام وحضراتكم جميعا  بخير  .

رسائل من القرآن الكريم في العقيدة الإسلامية