دراز يشيد باعتراف الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية وينتقد خطاب ترامب
دراز يشيد باعتراف الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية وينتقد خطاب ترامب
طه المكاوى
أشاد الدكتور سعيد دراز، رئيس اللجنة العليا للعلاقات الدولية ودعم الوطن بالمنظمة المصرية الدولية لحقوق الإنسان والتنمية، ورئيس مجموعة شركات “إيروجيت” العالمية، بالمواقف الأوروبية الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، ولاسيما من جانب فرنسا وبريطانيا وكندا، التي أعلنت اعترافها بالدولة الفلسطينية وتأكيدها على دعم غزة.
وأكد دراز أن هذا التوجه الأوروبي يُعد خطوة مهمة على طريق تحقيق العدالة الدولية، ويبرهن على أن القضية الفلسطينية ما زالت حاضرة في ضمير العالم.
انتقاد خطاب ترامب
في المقابل، وجّه دراز انتقادات حادة لخطاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، معتبرًا أن الخطاب اتسم بـ”النرجسية والانغلاق” على المصالح الأمريكية الضيقة، بدلًا من الانفتاح على قيم الشراكة والتعاون الدولي.
وأشار إلى أن ترامب تعامل مع القضايا الدولية بمنطق الصفقات التجارية لا بمنطق الشراكة بين الشعوب، متجاهلًا التقاليد الدبلوماسية القائمة على الاحترام المتبادل.
انعزال وتهديد للنظام الدولي
وأوضح دراز أن خطاب ترامب كشف عن نزعة انعزالية خطيرة قد تهدد النظام الدولي، حيث لوّح بالانسحاب من الاتفاقيات والمعاهدات ما لم تحقق لبلاده مكاسب مباشرة. كما لجأ إلى أسلوب هجومي واستعلائي ضد أوروبا وحلفاء واشنطن التقليديين، في تناقض صارخ مع قيم التعاون الدولي.
تقويض لدور الأمم المتحدة
وشدد دراز على أن تجاهل ترامب لمكانة الأمم المتحدة وتقليل دوره في خطابه يثير القلق، لأنه يفتح الباب أمام تقويض المنظمة الدولية، التي تمثل ركيزة أساسية لحفظ السلم والأمن العالميين.
خاتمة ورأي تحليلي
إن المشهد الذي تعكسه مواقف الدول الأوروبية من جهة، وخطاب ترامب من جهة أخرى، يكشف عن مفارقة واضحة: بينما تسعى أوروبا إلى لعب دور داعم للسلام والاعتراف بحقوق الشعوب، يقدّم ترامب نموذجًا لسياسة قائمة على الانعزال والمصالح الضيقة.
ومن هنا يمكن القول إن العالم يقف اليوم أمام خيارين متناقضين: إما ترسيخ التعاون الدولي عبر الاعتراف المتبادل واحترام القوانين، أو الانزلاق إلى صراعات جديدة تُغذّيها الأنانية السياسية والخطاب الشعبوي. والرهان الحقيقي يبقى على وعي الشعوب وقادتها في اختيار المسار الذي يحفظ استقرار النظام العالمي ويعيد الاعتبار للقيم الإنسانية المشتركة.