خالد فؤاد ينفرد بالمذكرات الكاملة للفنان الراحل عزت العلايلي ” الحلقة الثانية”
أول أجر سينمائي ١٠ قروش ومثلي الأعلي محمود شكوكو
خالد فؤاد ينفرد بالمذكرات الكاملة للفنان الراحل عزت العلايلي ” الحلقة الثانية”
أول أجر سينمائي ١٠ قروش ومثلي الأعلي محمود شكوكو
الحياة العائلية
* بمناسبة الحديث عن جدتهم . . هل تتذكر كيف تم التعارف والحب والزواج؟
أنا من الأساس أنتمي لعائلة متماسكة ومحافظة نشأت وتربيت في حي شعبي هو حي (باب الشعرية) العريق وفي الشارع المجاور للشارع الذي نشأ وتربى فيه الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب تحديداً بجوار مقام الشعراني.
وفي مثل هذه المناطق تجد الحياة على طبيعتها بلا تكلف أو مبالغة فكان والدي حسن العلايلي شديد الإصرار على التماسك الأسرى مع أشقائه وبار بأبويه فكنت آراه حينما يقبل على جدي أو جدتي يقبل أيديهم.
وهكذا كنت أفعل أنا وأشقائي، وفي (مدرسة الشيخ صالح الإبتدائية) بدرب الجماميز حفظت القرآن وعرفنا العيب والخطأ في وقت مبكر ولهذا أنا حزين بسبب اختلاف أساليب التربية هذه الأيام.
* إذاً كيف تعرفت برفيقة مشوارك ورحلتك مع الحياة؟
تعارف عائلي وعبر ترشيح من أبي وأمي فأنا لم أختر فقد عرضوا عليّ الأمر واقتنعت لأنني منذ شبابي مقتنع بأن الزواج لابد وأن يكون هكذا من إنسانة بسيطة عادية تشاركني حلو الحياة ومرها، وتقف معي في كل الأوقات وقت الأزمة ووقت المحنة ووقت السعادة أيضاً.
* بعد الزواج هل وجدت أفكارك هذه صحيحة؟
نعم بدليل أن زواجنا استمر طيلة هذه الأعوام والحمد لله لم يعكر صفوها شيء بل إن زوجتي كانت أحد عوامل نجاحي لكونها وفرت لي عوامل الهدوء والاستقرار بعيداً عن جحيم الوسط الفني!
غيرة زوجية
* في الستينات والسبعينات قدمت أدواراً عاطفية . . ألم تشعر هي بالغيرة من بطلات أفلامك؟
بالتأكيد كانت تغار. فهي في البداية والنهاية سيدة وزوجة لها مشاعر وأحاسيس ولكنها كانت دائماً تعبر عن غيرتها بهدوء واحترمت أنا فيها هذا فكنت أقلل قدر الإمكان من أدواري هذه ولطالما رفضت أفلاماً عديدة احتراماً لمشاعرها.
*ولكننا نلاحظ عدم ظهورها معك في أي سهرات فنية؟
أنا مقتنع بوجودها في المنزل وإبعادها عن مجال عملي وأحمد الله أنها هي نفسها مقتنعة بهذا فظهورها للضرورة القصوى التي تستدعي هذا في الواجبات الإنسانية وليس في السهرات، وأنا بطبيعتي قليل السهر ولا أظهر سوى في حفلات الزواج لأهنئ زملائي وأبنائهم أو العزاء لأشد من أزر أحد الأعزاء أيضاً، فأنا فنان في الاستوديو فقط!
(شكوكو) مثلي الأعلى!
* نعود للبداية . . ومتى بدأ عشقك أنت للفن؟
أول عمل سينمائي شاركت فيه كان في منتصف الأربعينات وأنا طفل لا يكاد عمري يتجاوز العشرة أعوام في فيلم (يسقط الاستعمار) مع العملاق الراحل حسين صدقي وصور في استوديو (شبرا) وكان دوري فيه هو أن يحملني التلاميذ في إحدى المظاهرات لكي أهتف (الاستقلال التام أو الموت الزؤام).
* وهل تقاضيت أجراً عن هذا الدور؟
نعم عشرة قروش فقط وبقيت يومها في الاستوديو من الخامسة مساء حتى السادسة من صباح اليوم التالي.
* ومن كان مثلك الأعلى في هذه المرحلة؟
(يضحك بشدة) كان محمود شكوكو، كنت أعشق أداءه واسلوب غنائه للمنولوجات و(فن الأرجواز) الذي كان يقدمه آنذاك.
* وإلى متى ظل شكوكو مثلاً أعلى بالنسبة لك؟
حتى التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية تخرجت فيه عام 1960 وكنا أول دفعة من حملة المؤهلات العليا
وكان من أبناء دفعتي عبد الرحمن أبو زهرة وعايدة عبد العزيز.
* ومتى بدأ مشوارك الفعلي مع التمثيل؟
أثناء الدراسة كنت أقوم بأدوار صغيرة في مسرحيات مع أساتذتي عبد الرحيم الزرقاني ونبيل الالفي،
وأذكر أن أدوارنا ونحن طلاب كانت صامتة ويوم نطقت على المسرح لأول مرة عشت دور النجم على زملائي في الدفعة رغم أنني لم أكن أقول سوى جملة واحدة لازلت أذكرها حتى اليوم هي (جنرال فردييه أوقفوا اطلاق النار)
هذا فقط كل ما كنت أقوله يومياً وكنت أتقاضى عليه ستين قرشاً.