“جعلونى ملحداً”
“عماد سمحون الزاردشتى”
بقلم / أحمد عز
لعلك تندهش من الوهله الأولى دهشتين ..للعنوان تاره .. ولإسم صاحبنا تاره أخرى… ولكن ،، لا بأس فهذا هو المطلوب!
أن يتنفس عقلك فكراً ويتشبع تساؤلاً
“فمن يخشى التساؤل .. يخجل من التعلم”
– دعنى أصحبك إلى رحله قصيره ننقب فيها عن المدارك ؟
– فالجميع يمتلك العقول ,, والفهم يفرقهم
– إن عماد سمحون الزرادشتى
– ماهو الإ صوت الإنسانيه المتجرد ..صوت العقل الذى بداخلنا
فإن عماد يرمز للمسلم والمسيحي وسمحون يرمز لليهود والزرادشتي يرمز لمن لايعتقد بالألوهيه .. فتلك ما هي الا اسماء سميتموها وبقي الانسان بخصاله وافكاره وسلوكه وتعاملاته
– هذا العقل الغارق في أعماق البحار المجتمعيه .. محاط بشباك معاييره وعاداته
– فظل على أثرها أعواما طويله يعتقد أنه سمكه لايمكنها السباحه إلا في الأعماق حتى تمرد وإقترب من السطح وإستنشق الهواء الفكرى النبيل.
* الطبيعه البهيميه ..
– صحيح أن الجسد عربه يجرها حصان الرغبات ويظل يرمح بها معتقداً في لذه الوصول .. ولكنه في الحقيقه في سراب لن ينتهى إلا بتحلل العربه وفناؤها
– ولا يمكننا أن ننكر أن الحياه الإجتماعيه السويه تقتضى وجود قائد رشيد (العقل) منظم وموجه لهذا القائد الشهوانى حتى يقوم بكبح جماحه وينظم إشباع رغباته وسلوكه ويوجه تفكيره على أسس ومعايير سليمه ..
ولكن .. مين اللى فرض المفروض ؟
– يتسائل عماد .. يعني إيه هو كده ؟
– من وضع المعايير المنظمه للسلوك؟
– ما هي المعايير والأسس السليمه؟
– على أي أساس نعتبرها معايير سليمه ؟
تلك الأسئله الثلاث لا تعنى رفض عماد لفكره القواعد المنظمه للمجتمع سواء قوانين الدوله أو شرائع دينيه او عادات مجتمعيه بقدر ما هو يبحث عن منطقيه ومبررات تلك القواعد ..
فيتسائل ..
بأضعف الإيمان عن شبه إتفاق حول أمور بديهيه واضحه لا تحتاج للتأويل
أليس سطوع الشمس وكمال القمر … وضوء النهار وظلام الليل بديهياً
“أليس الصدق فضيله – والكذب رذيله
مهما تعددت ألوانه” كالأتى:
*فالحديث في ظهر الأخر نميمه
وليست بفضفه.
*المدح المبالغ المصحوب بمنفعه نفاقاً
وليس مجامله.
*إعطاء حق ليس للغير رشوه وليست
إكراميه.
*النفير وكسر الخواطر قله ذوق
وليست قوه عقيده.
*ما يزيد الإنسان وقارا لهو جمالا
وليس برجعيه.
*كل مايضر الجسم ويذهب العقل
جهل وليس إنبساطا.
* خديعه الرجل كخديعه المرأه خيانه
وليست أيام شقاوه.
فمنطقيه وأدله وتبرير المعتقدات أهم
من توارثها .. لإن المنطقيه هى جذور المعايير
*عاهات وتقاليد …
– وجد عماد نفسه ضرير يتحسس طريقه
مسحوباً بسلاسل مجتمعيه .. فبدأ يتساءل؟
لماذا أعتبر نفسى في طريق الحق
بينما الأخرين في طريق الضلال؟
لماذا أشيب على ذلك وأورثه لأجيالى
دون إعمال عقلي فيها؟
أريد أن أبحث عن حقيقه مطلقه .. معيار
حقيقى ثابت للنموذج الأخلاقى الإنسانى
الكامل أينما كان .. نموذج صالح نسعى
إلى ترسيخه
ولا يتناقض مع العقل ولا المنطق ولا
الفطره الإنسانيه السليمه ..
فما يتفق معهم سيتفق مع الإنسانيه
السليمه أيا كان معتقد أو عادات
ولكن للأسف أغلب تساؤلاتنا ونحن صغار
إجاباتها .. لما تكبر هتعرف .. إتربينا على
كده .. ده الصح والمفروض إنك تتبع!!
ولكن يعاود السؤال مره أخرى نفسه
من فرض المفروض ؟
يا أهل العقل ألا تدرون أنه من شب
على شيئا شاب عليه!!
فحينما يكبر سيكون فات ميعاد السؤال
وحان ميعاد إجابه الصغار الذين يتسائلون نفس الأسئله فيجدوا نفس الردود وتظل الأسئله في سلسله
لا نهائيه من الولا حاجه.
الصدام الحتمى (الإلحاد الأكبر)
بدأ عماد مع الوقت يكبر شيئا فشيئاً
وتزداد بداخله رغبه التمرد من حده
الصراع الداخلى فما كان يخرسه وهو
صغيراً ما عاد يشفي شغفه وميزان عقله
وهو كبير فأصبح في نظر المجتمع
(ملحداً أي مرتدا لغويا) بمسميات مختلفه.. عن الإطار العام المجتمعي أو
العقيدى والأفكار التي كان يؤمن بها
أو في أدنى تقدير يتبعها.
– كفوا عن صناعه تيار مناهض للإنسانيه
تيار ستصبح رغبته في التمرد والكفر
بمعايير المجتمع أكبر من رغبته في
الوصول للحقائق.
تيار رغبته تتمثل فى النزول من القطار
المجتمعى حتى لايلقى نفس مصيره
كفوا عن التقليد الموروث دون إعمال العقل والتبرير.. فما عدت تربي أبنائك
وحدك بل أصبحت هناك سماوات مفتوحه
ووسائل تعبث بمقدرات أبنائك وتوسع
المدارك بما يطيب ولا يطيب وأنت مازلت
بعقليه العصر المتحجر ، فالمفتاح لم يعد
مقتصرا على فتح الباب بل على فتح
إيميلك وحساب بنكك .. والدابه قديماً
كانت حيوانا أما الأن أصبحت طائره
وسياره وغيرها ..
فكل معتقد تعتقده يحتاج إلى إعاده
قراءه من جديد لترى إنعكاسه مناسبا
للعصر.. فما هو ثوابت حقيقيه.. ستجدها
تعكس نورا بما يناسب كل زمان ..
– فالمعايير وجدت لتنظم إشباع رغبات
البشر وفق إطار إجتماعى يمنع التصادم
والصراع ويضمن تحقيق العداله الإجتماعيه وليس من أجل نزعه عدوانيه تستعبد البشر
*النصيحه الأخيره
– يا من كنت تعتقد بأى فكر وأى دين وأى
عادات مجتمعيه لاتغرز معاييرك في الأجيال الا إذا وكنت مستعد لإجابه مبرره
تشفى الصدور وتروى العقول فالتساؤل ليس بجريمه
– والتحريم والتجريم لا يمكن أبدا تطبيق
عقوبتهما الإ بمبرر فلا تقتلوا أولادكم
بسهام الإمتناع بسهام التبليغ بسهام
الموروث .. بل إنقذوهم بطوق النجاه
بطوق المعرفه بطوق البحث بطوق
التجديد وإعاده الفهم
– صيغوا المفاهيم بكلمات موزونه تتسق
مع كل عقل إنسانى تمنع العاقبه
– فقبل أن تلوموهم أو توصموهم بوصمات
إجتماعيه حصنوا أداه المعرفه أداه التأمل
أداه الإقتناع .. وليس فقط الإبلاغ
” قليلا من المعرفه يؤدي للإلحاد والتمرد ..وكثيرا منها مع البرهنه يؤدي للإيمان بلا تردد”