تسجيل نادر لجمال عبد الناصر يثير الجدل ومكتبة الإسكندرية ترد

تسجيل نادر لجمال عبد الناصر يثير الجدل ومكتبة الإسكندرية ترد

 

 

 

يُعد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أحد أبرز الشخصيات السياسية في تاريخ مصر والعالم العربي خلال القرن العشرين. وُلد في 15 يناير 1918 بحي باكوس بمدينة الإسكندرية، المدينة التي كان لها أثر عميق في تشكيل شخصيته وثقافته. لم يكن ناصر مجرد قائد سياسي، بل أصبح رمزًا للكرامة الوطنية والطموح القومي، وقاد ثورة 23 يوليو 1952 التي أنهت الحكم الملكي وأرست قواعد الجمهورية الحديثة في مصر.

 

دعم الثقافة والتعليم في عهد عبد الناصر

 

خلال فترة حكمه، أولى عبد الناصر اهتمامًا كبيرًا بنشر الثقافة وتوسيع رقعة التعليم. وشهدت مصر في عهده تأسيس العديد من المراكز الثقافية والمكتبات العامة والجامعات. كان إنشاء الهيئة العامة لقصور الثقافة من أهم إنجازاته، بهدف نشر الوعي الثقافي في المدن والقرى. هذا التوجه الثقافي مهد الطريق لاحقًا لدعم مشاريع كبرى، مثل إعادة إحياء مكتبة الإسكندرية، رغم أنها فُتحت بعد وفاته، إلا أن رؤيته لمجتمع متقدم كانت جزءًا من الإلهام لهذا المشروع.

 

مكتبة الإسكندرية تنفي مسؤوليتها عن التسجيلات المتداولة

 

في الساعات الأخيرة، انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي صفحات تحمل اسم “مكتبة الإسكندرية”، تروج لمواد سياسية وتاريخية مثيرة للجدل، مما أثار تساؤلات حول مصداقية هذه الصفحات. وفي هذا الإطار، أوضح الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، أن المكتبة تتيح أكثر من 200 ألف كتاب عبر موقعها الإلكتروني “دار”، وتعمل على حماية محتواها من القرصنة، بعد اكتشاف سرقة أكثر من 13 ألف كتاب إلكتروني.

 

وأكدت المكتبة أنها ليست مسؤولة عن أي تسجيلات أو مواد تُنشر باسمها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأن الموقع الرسمي للرئيس جمال عبد الناصر، الذي أنشئ عام 2004 بالتعاون مع مؤسسة جمال عبد الناصر، هو المصدر الوحيد المعتمد للمعلومات المرتبطة بالرئيس الراحل.

 

عبد الحكيم عبد الناصر يوضح حقيقة التسجيل

 

من جانبه، أكد عبد الحكيم عبد الناصر، نجل الرئيس الراحل، أن التسجيل الصوتي المتداول، الذي وثّق لقاءً بين جمال عبد الناصر والرئيس الليبي معمر القذافي في أغسطس 1970، محفوظ رسميًا ضمن أرشيف مكتبة الإسكندرية. وأوضح أن هذه المحادثة ليست سرية، بل متاحة للجمهور، وأن الصفحة التي نشرت التسجيل تدار بواسطة أشخاص موثوقين.

 

تسجيل يكشف مواقف سياسية حاسمة

 

التسجيل الصوتي الذي ظهر حديثًا، يعرض مواقف صريحة لعبد الناصر تجاه عدد من الأنظمة العربية والتنظيمات الفلسطينية، حيث عبّر عن استيائه من الأطراف التي كانت تطالبه بخوض الحرب ضد إسرائيل دون أن تتحمل أي مسؤولية. كما أظهر التسجيل ميل عبد الناصر إلى الحلول السياسية التدريجية، ونصحه للملك حسين بقبول تسوية تعيد له الضفة الغربية تفاديًا لتهويدها.

 

الدفاع عن سياسة عبد الناصر في مرحلة حرجة

 

عبد الحكيم عبد الناصر شدد على أن هذه التسجيلات جزء من تاريخ موثق، قائلاً إن والده كان حريصًا على توثيق لقاءاته المهمة، ولم يكن ليخشى توثيق أي نقاش قد يُستغل لاحقًا. وأكد أن تقييم مواقف عبد الناصر يجب أن يتم في إطار فهم السياق السياسي الدقيق لتلك المرحلة، خاصة مع موافقته على مبادرة روجرز التي كانت تهدف إلى إعادة نشر الدفاعات الجوية المصرية وتقوية الموقف المصري قبيل حرب الاستنزاف.

 

عبد الناصر.. متمسك بالحقوق حتى النهاية

 

واختتم عبد الحكيم حديثه متسائلًا: “هل من المنطقي اتهام جمال عبد الناصر بالتفريط؟”، مؤكدًا أن الرئيس الراحل كان يقاتل من أجل الأرض والكرامة العربية بكل الوسائل الممكنة، سواء عبر الحلول العسكرية أو السياسية، بما يخدم المصالح الوطنية العليا.

إعداد وفاء عبد السلام

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.