بعد مأساة أبو تلات: الإسكندرية تغلق شواطئها لمواجهة النوات البحرية
محافظة الإسكندرية تعلن إغلاق جميع الشواطئ بسبب ارتفاع الأمواج: إجراء احترازي لحماية المواطنين
كتب باهر رجب
في خطوة احترازية تهدف إلى الحفاظ على سلامة المواطنين و المصطافين، أعلنت محافظة الإسكندرية عن إغلاق جميع شواطئ المدينة يوم الثلاثاء الموافق 26 أغسطس 2025، وذلك بناء على تحذيرات صادرة عن الهيئة العامة للأرصاد الجوية بشأن اضطراب حالة البحر وارتفاع الأمواج على سواحل البحر المتوسط. يأتي هذا القرار في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها المحافظة لضمان سلامة رواد الشواطئ، خاصة في ظل التقلبات الجوية التي تشهدها المنطقة خلال هذه الفترة من العام.
تحذيرات الأرصاد الجوية وتأثيرها
أوضحت الهيئة العامة للأرصاد الجوية في تقاريرها أن البحر المتوسط يشهد حالة من الاضطراب الملحوظ في حركة الأمواج، حيث يتوقع أن تصل ارتفاعات الأمواج إلى ما بين مترين إلى ثلاثة أمتار، مع نشاط ملحوظ للرياح الشمالية الغربية. هذه الظروف الجوية تؤثر على عدة مناطق على السواحل الشمالية، بما في ذلك محافظات الإسكندرية ومطروح والعلمين وبلطيم. وتشير التوقعات إلى أن هذا الاضطراب قد يعيق الأنشطة البحرية، بما في ذلك السباحة، مما يزيد من مخاطر الغرق وحوادث الشواطئ.
واستجابة لهذه التحذيرات، قررت الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية، بالتنسيق مع الجهات التنفيذية بالمحافظة، إغلاق جميع الشواطئ بشكل مؤقت حتى تحسن الأحوال الجوية. وأكدت المحافظة في بيان رسمي لها عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي أن هذا الإجراء يهدف إلى تفادي أي مخاطر قد تهدد حياة المصطافين، خاصة بعد الحوادث المؤسفة التي شهدتها الشواطئ مؤخرًا.
خلفية الحوادث السابقة
يأتي قرار إغلاق الشواطئ في أعقاب حادث مأساوي وقع يوم السبت الموافق 23 أغسطس 2025، بشاطئ أبو تلات بمنطقة العجمي، حيث لقيت ست طالبات مصرعهن وأصيبت 26 أخريات في حادث غرق جماعي أثناء رحلة تدريبية نظمتها إحدى الأكاديميات المتخصصة في الضيافة الجوية. وبحسب بيان المحافظة، وقع الحادث رغم رفع الرايات الحمراء التي تحظر السباحة بسبب ارتفاع الأمواج، مما يعكس أهمية الالتزام بتعليمات السلامة الصادرة عن الجهات المسؤولة.
وأوضح الفريق أحمد خالد، محافظ الإسكندرية، في تصريحات إعلامية، أن الحادث بدأ عندما اندفعت فتاتان من المشاركات في المعسكر التدريبي نحو البحر، فجرفهن التيار القوي، مما دفع زملاءهن لمحاولة إنقاذهن، لكن الأمواج العالية تسببت في تفاقم المأساة. وقد أدى هذا الحادث إلى إغلاق شاطئ أبو تلات بشكل مؤقت، مع الإعلان عن خطط لتأهيل المزيد من المنقذين لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث.
إجراءات احترازية وتوصيات للمواطنين
في ضوء هذه التطورات، شددت محافظة الإسكندرية على ضرورة التزام المواطنين والمصطافين بتعليمات السلامة،. خاصة في الشواطئ المفتوحة مثل تلك الموجودة في القطاع الغربي والعجمي،. والتي تتأثر بشكل كبير بتقلبات الأمواج بسبب غياب حواجز الأمواج الطبيعية أو الصناعية. وتشمل التوصيات التي أصدرتها الإدارة المركزية للسياحة والمصايف ما يلي:
– الالتزام بتعليمات المنقذين الموجودين على الشواطئ.
– تجنب السباحة في المناطق غير الآمنة أو عند رفع الرايات الحمراء.
– ارتداء سترات النجاة (اللايف جاكيت) لمن لا يجيدون السباحة.
– عدم السماح للأطفال بالنزول إلى البحر دون مرافق.
– تجنب استخدام عوامات أو أطواق النجاة في ظل الرياح القوية والأمواج العالية، لأنها قد تسحب السباحين إلى مناطق عميقة.
كما أكدت المحافظة على استمرار رفع الرايات الحمراء في بعض الشواطئ،. مثل السلسلة، ستانلي، جليم، إسكندر، والعصافرة، كجزء من الإجراءات الاحترازية قبل الإعلان عن الإغلاق الكامل للشواطئ.
تأثير التقلبات المناخية على الشواطئ
تشهد الإسكندرية، كغيرها من المدن الساحلية،. تحديات كبيرة ناتجة عن التغيرات المناخية التي تؤثر على استقرار الأحوال الجوية والبحرية. فقد أشارت دراسات سابقة إلى أن ظاهرة نحر الشواطئ وارتفاع مستوى سطح البحر تشكل تهديدا طويل الأمد للمناطق الساحلية في الإسكندرية،. مما يستدعي تدابير وقائية مستمرة لحماية الشواطئ والمنشآت السياحية. وفي هذا السياق، تعمل الجهات المعنية،. مثل الهيئة المصرية العامة لحماية الشواطئ،. على متابعة حالة البحر وتنفيذ مشروعات مثل حماية المنطقة المحيطة بقلعة قايتباي،. بهدف تقليل تأثير التيارات البحرية القوية.
دعوة للتعاون المجتمعي
ناشدت محافظة الإسكندرية المواطنين و المصطافين بالتعاون الكامل مع الجهات الرسمية والالتزام بالتوجيهات الصادرة عن الإدارة المركزية للسياحة والمصايف،. خاصة خلال فترات النوات البحرية الصيفية التي تشهد اضطرابات متكررة. كما دعت إلى تجنب المخاطرة بالنزول إلى البحر في ظل الظروف غير الآمنة،. مؤكدة أن الشواطئ ستظل مفتوحة لاستقبال الرواد على الرمال فقط،. مع حظر تام للسباحة حتى تستقر الأحوال الجوية.
خاتمة
يعد قرار إغلاق شواطئ الإسكندرية خطوة استباقية تعكس حرص المحافظة على سلامة مواطنيها وزوارها،. خاصة في ظل التحذيرات المتكررة من ارتفاع الأمواج واضطراب البحر. ومع استمرار التقلبات الجوية، تبقى الوقاية والالتزام بتعليمات السلامة السبيل الأمثل لتجنب الحوادث المؤسفة. وتظل الإسكندرية، بجمالها الساحلي وجاذبيتها السياحية،. مدينة تستحق الزيارة، لكن مع ضرورة احترام قوة الطبيعة واتباع الإرشادات لضمان تجربة آمنة وممتعة للجميع.