الصمت الإنتخابى: الشوارع فارغة والسماء ملبدة بالغيوم أين ذهب المواطنون
الصمت الإنتخابى: الشوارع فارغة والسماء ملبدة بالغيوم أين ذهب المواطنون
في ليلة الإنتخابات البرلمانية تكاد تكون الشوارع هادئة والسماء ملبدة بالغيوم.. هناك صمت غير مألوف يخيم على المشهد السياسي صمت الإقبال الضعيف على الإنتخابات النيابية..
بقلم / عزة الفشني

حيث يتجاهل الكثيرون فرصة التعبير عن آرائهم وتشكيل مستقبل البلاد.. في هذا الصمت كان هناك صوت واحد يهمس في أذني: أين ذهب المواطنون؟ الإقبال المحدود على هذه الإنتخابات ليس بالشيء الهين.. فهو ليس مجرد رقم في إحصائية.. بل هو تعبير عن حالة من الإبتعاد وعدم الثقة في العملية السياسية.
من المؤكد أن الإقبال المحدود على صناديق الإقتراع كتحدٍ كبير للديمقراطية المصرية وظاهرة تستحق التأمل والتحليل ففي الوقت الذي يفترض أن يكون فيه المواطنون على أتم الإستعداد لممارسة حقهم الديمقراطي نجد أن الكثيرين يعزفون عن هذه المشاركة.. إن هذا الإقبال الضعيف يطرح تساؤلات حقيقية حول الأسباب الكامنة وراء هذا الإبتعاد ويعكس حالة من الإحباط وعدم الرضا فيما يتعلق بالعملية الإنتخابية ومستقبل مجلس النواب والتشريع في مصر .. أم أنه مجرد انشغال بأمور الحياة اليومية..

أم هو عدم ثقة في المرشحين؟ ام هو إحباط من العملية السياسية برمتها؟ لذا يصبح من الضروري فهم أسباب هذا الصمت الإنتخابي.. والبحث عن حلول لتعزيز المشاركة السياسية وتحقيق إنتخابات أكثر تمثيلاً وديمقراطية.ونزول مجلس النواب للشعب الذي اختارهم .ومخاطبتهم للوقوف علي متطلباتهم
أسباب ضعف الإقبال على صناديق الاقتراع
من الواضح أن إنتخابات مجلس النواب المصري شهدت إقبالاً ضعيفاً في بعض المحافظات مما دفع البعض للتساؤل حول الأسباب الكامنة وراء هذا الإقبال الضعيف.
ومما لاشك فيه أن الانتمائات العائلية والقبائلية تلعب دوراً كبيراً في تحديد سلوك الناخبين في بعض المناطق غير الحضرية. حيث تقوم العائلات بتعبئة أفرادها للتصويت لصالح مرشح معين مما يؤدي إلى زيادة الإقبال في تلك المناطق.. هذا النوع من الولاءات يمكن أن يكون قوياً جداً حيث يضع الأفراد مصلحة العائلة أو القبيلة فوق مصلحة الوطن.. هذا الأمر يمكن أن يؤدي إلى إنتخاب مرشحين غير مؤهلين أو غير أكفاء مما يؤثر على أداء مجلس النواب.

كما أن اختلاط المال بالسياسة هو أيضاً أحد الأسباب الرئيسية للإقبال الضعيف على الإنتخابات.. حيث يقوم بعض المرشحين بشراء أصوات الناخبين.. مما يؤدي إلى فقدان الثقة في العملية الإنتخابية.. هذا الأمر يمكن أن يكون جذاباً للمرشحين الذين يرغبون في الفوز بأي ثمن.. حيث يمكنهم إستخدام المال لشراء الأصوات وتحقيق النصر.. ومع ذلك هذا الأمر يؤدي إلى تدهور العملية الديمقراطية ويؤثر على إستقرار البلاد.
إلى جانب قلة الوعي السياسي لدى بعض المواطنين.. وهو أيضاً أحد الأسباب التي تساهم في الإقبال الضعيف على الإنتخابات.. مما يجعلهم غير مهتمين بالمشاركة في الإنتخابات.. هذا الأمر يمكن أن يكون نتيجة لعدم توفر المعلومات الكافية حول العملية الإنتخابية أو عدم فهم أهمية المشاركة في الإنتخابات.. بالإضافة إلى الإنشغال بالحياة اليومية وهو أيضاً أحد الأسباب الرئيسية بل وأهمها والذي يساهم في الإقبال الضعيف على الإنتخابات البرلمانية حيث يعاني الكثير من المواطنين من ضغوط الحياة اليومية مما يجعلهم غير قادرين على المشاركة في الإنتخابات.. هذا الأمر يمكن أن يكون نتيجة لعدم توفر الوقت الكافي أو عدم القدرة على ترك العمل أو الإهتمام بالمسؤوليات الأسرية.
الإقبال الضعيف على الإنتخابات وآثاره وأهم الحلول
إن آثار الإقبال الضعيف على الإنتخابات يمكن أن تكون خطيرة.. وربما قد تؤدي إلى فقدان الثقة في العملية الإنتخابية والذي بدوره يؤدي إلى حالة من عدم الإستقرار فى البلاد. كما يمكن أن يؤدي إلى هيمنة المال السياسي على العملية الإنتخابية مما يؤثر على سير العملية الإنتخابية بشكلٍ طبيعي

وفيما يتعلق بالحلول الممكنة لزيادة الإقبال على الإنتخابات لابد من تعزيز الوعي السياسي لدى المواطنين لزيادة مشاركتهم في الإنتخابات.. كما يجب مكافحة المال السياسي لضمان نزاهة العملية الإنتخابية.. وتسهيل عملية التصويت والتى من بينها توفير مراكز اقتراع أكثر.. وتسهيل عملية التسجيل للتصويت.. وتوفير المعلومات الكافية حول العملية الإنتخابية.

في الختام.. من الواضح أن الإقبال المحدود على الإنتخابات النيابية في مصر هو ظاهرة معقدة تتطلب حلولاً شاملة ومتعددة الأوجه.. يجب على الحكومة والمجتمع المدني العمل على زيادة وعي المواطنين بضرورة المشاركة السياسية ومكافحة وتسهيل عملية التصويت حتى يتمكن المواطنين ممن لديهم صعوبات من المشاركة في العملية الإنتخابية.. على الجانب الآخر يجب على المرشحين أن يكونوا أكثر شفافية ومسؤولية.. وأن يقدموا برامج إنتخابية واضحة وملموسة تتناسب مع إحتياجات المواطنين.. خلاصة القول يجب أن تكون المشاركة السياسية حقاً لكل مواطن.. وان يعي المواطن فائدة البرلمان وأن تكون الإنتخابات فرصة حقيقية للتعبير عن الرأي وتشكيل مستقبل البلاد.