التسويف هو سارق خفي … يختبئ خلف ستار وهمي يسرق الوقت والعمر
التسويف هو سارق خفي … يختبئ خلف ستار وهمى يسرق الوقت والعمر
في كل يومٍ جديد، نُمنّي النفس بأننا سنبدأ… سنُنهي ما تأخر، وسنرتب حياتنا، وسنُحقق كل ما أجلناه بالأمس.
لكن الحقيقة أن التسويف هو سارق خفيّ، يسرق الوقت من بين أيدينا ظنا منا أننا نُريح أنفسنا بتأجيل الأمور.
بقلم : سامية البابلى
ما هو التسويف؟
التسويف هو عدم إنجاز نشاط أو واجب أو مهمة معينة فى وقتها. .ويستمر على هذا ويحين المساء ويأتى الغد ولم ينجز أي شئ حتى يصبح التسويف العادة التى تسيطر على طريقة إدارته لوقته.
هو ذلك الصوت الناعم الذي يقول لك: “لا بأس، غدًا فرصة أخرى!”، حتى تكتشف أن الأيام قد مرت، والفرص قد تبخرت، والعُمر تسلل منك خِلسة.
التسويف هو سارق خفي
التسويف ليس مجرد عادة سيئة، بل هو فخ نفسي خطير، يبدأ من وهم بسيط أن هناك وقتًا لاحقًا، لكنه يتضخم مع الوقت ليصبح عادة يصعب كسرها.
فكّر لحظة…
كم فكرة جيدة دفنتها بالتسويف؟
كم هدفًا أجلته حتى صار ثقيلًا على قلبك؟
كم مرة قلت “سأبدأ غدًا”، ومرّ الغد دون شيء؟
التسويف يُطفئ وهج الحماس، ويُصيب العقل بالخمول، ويجعل النفس أسيرة للركود والكسل.
في كل مرة تُسوف فيها، أنت لا تؤجّل المهمة فقط، بل تؤجّل حياتك كلها.
الحل لا يبدأ بكلمات تحفيزية براقة، بل يبدأ بصدق مع نفسك.

اسأل نفسك بهدوء:
لماذا أُسوف؟ هل خوفي من الفشل؟ هل قلة الحماسة؟ هل لأنني أبحث عن الكمال؟
حين تعرف السبب، ستُدرك أن التسويف ليس ضعفًا فيك، بل عادة تحتاج لإعادة برمجة.
المبررات الأساسية للتسويف:
حدد الكاتب هيركول جيتس فى كتابه إنحازات عظيمة كل يوم مبررات التسويف كما يلى:
– عدم إتعاب الذات…والميول إلى حب الكسل
– خداع الذات…وأحيانا خداع الآخرين …الهروب من العمل الآن…على أمل …الغد
– أيضا خداع النفس والتمنى…فى تحسن الظروف…أو الأمل فى تعويض ما فات
– الحب المطلق للحرية الفوضوية…وكراهية إلزام النفس وتعويضها النظام والرتابة.
– الخوف من الفشل…وعدم الثقة بالذات…والخجل من إستشارة الآخرين؟!
–
الحل أن تبدأ بخطوة صغيرة..
جزّئ المهام، لا تُثقل على نفسك، كافئ نفسك عند الإنجاز، وذكّر نفسك دائمًا أن لحظة البدء هي أصعب لحظة فقط، أما بعدها فكل شيء ينهمر بسلاسة.
استعن بالله، وردد في نفسك: “اللهم أعني على إنجاز ما أخّرت، ولا تجعلني من المؤجلين لحياة قد لا تعود.”
الحياة لا تنتظر المترددين، بل تُفتح أبوابها للبادئين، حتى لو كانوا يمشون ببطء، المهم أنهم يمشون.
وتذكّر دائمًا أن”الوقت لا ينتظر أحدًا، ومن لا يبدأ اليوم، سيظل غدُهُ مفقودًا إلى الأبد.”
ابدأ الآن… ولو بخطوة واحدة فقط، فالرحلة كلها تبدأ بخطوة.