أسطورة عيد الأربعاء.. ماقصته عند الحماصنة ؟
أسطورة عيد الأربعاء.. ما قصته عند الحماصنة ؟
ارتبطت فكرة الطرافة وخفة الدم بالحماصنة ارتباطاً وثيقاً ، حتى غدت أية نكتة يمكنُ أن تُروى يجب أن يكون بطل أحداثها حمصياً .
نكات كثيرة غُزلت عن الحماصنة منها ما جرى فعلاً ومنها من نسج خيال الرواة .وتناقل الناس هذه النكات منذ زمن بعيد ، حتى أن الحماصنة أنفسهم بدؤوا يؤلفون النكات والمواقف الطريفة وينسبونها لأنفسهم بفخر وخفة دم محببة
أسطورة عيد الأربعاء
يطلق الحماصنة على هذا اليوم لقب “عيد الأربعاء” وهو يوم لتبادل الطرفة حتى أن إحدى المأثورات التي يقولها الحماصنة فيما بينهم في هذا اليوم ” اليوم الأربعاء هات احكيلنا شو آخر نكتة”؟.
أسباب تسمية عيد الأربعاء
لم يعرف بالضبط ما هو سر وأسطورة يوم الأربعاء ولكن قصص التراث والفلكلور تتناقل عدّة أسباب لاصطلاح عيد الأربعاء وتعلّقه بالطرفة والنكتة في حمص.
سبب تاريخي
حيث أن المغول اقتربوا من حمص واشتهر المغول بفظائعهم التي ارتكبوها في المدن التي دخلوا اليها واحتلّوها، ولم يعلم أهل حمص كيف سيدافعون عن مدينتهم أمام الزحف المغولي الهائل فقرروا التظاهر بالجنون أمام ذلك الزحف الذي وصل إلى حمص يوم الأربعاء.
سبب ديني
حيث تقول الحكايات إنه تعرضت حمص ذات يوم لهجوم عليها فخشي الحماصنة انهم لن يستطيعوا صلاة الجمعة بسبب اقتراب الهجوم عليهم فصلّوا صلاة الجمعة يوم الاربعاء وهذا ما استغربه سكان المناطق المجاورة بشكل طريف لأن صلاة الجمعة لا تجوز الا يوم الجمعة.
سبب آخر(الملك شمس)
سبب يتحدّث عن ملك في العصور القديمة اسمه شمس، حيث اعتاد الملك شمس على الاحتفال كل يوم أربعاء وكان يدعوا السكان للاحتفال في محيط قصره بالرقص والغناء.
مرض الجنون(المغول)
وهو انه كان من المتعارف عليه في ذلك الزمان أن الجنون ينتقل بالعدوى لذلك خشي المغول انتقال هذا المرض لأن المغول ظنوا أن هواء هذه المدينة يُذهب العقل فتركوا حمص في حالها التي نجت من مذبحة يومها.
وقد أشار المؤرخ المعاصر أحمد وصفي زكريا في كتابه (جولة أثرية في بعض البلاد الشامية) إلى هذا التحامل من المؤرخين القدامى قائلاً:
(… إن أهل حمص كما أعرفهم لا يختلفون في الفطانة والنباهة عن بقية الشاميين وحمص كانت وما برحت تنجب من الشعراء والفضلاء عدداً غير يسير.. ووددت أن أصل إلى السبب الذي حدا بهؤلاء المؤرخين الجغرافيين وغيرهم لترديد هذه الوصمة التي وصلت ذيولها إلى عهدنا، ومما
شغل بالي أيضا ً خرافة أن حمص مطلسمة وأن العقارب والحيايا لا تلسع فيها وان لتربتها خاصية تشفي من لسع العقرب وتمنع دخولها..)
و يبقى يوم الأربعاء يحتل مكاناً خاصاً لدى الحماصنة فهو امتداد للأساطير الشفاهية و”الفلكلور” الوثيق المتعلق بهذه المدينة التي تتمسّك كثيراً بالنكتة لدورها الإيجابي في الهروب من القلق والحزن إلى التعالي على الواقع بضحكة وابتسامة.
اقرأ المزيد