أزمة الأخلاق في زمن الفوضى: كيف فقدنا قيمنا وكيف نعود؟
أزمة الأخلاق في زمن الفوضى: كيف فقدنا قيمنا وكيف نعود؟
بقلم /إيمان سامي عباس
بقى عادي جدًا وإحنا ماشيين نشوف ولد بيشتم بألفاظ وحشة، أو واحد يتخانق مع الناس من غير سبب، أو بلطجي ماسك سكينة يرعب اللي حواليه. بقينا نسمع عن مخدرات بتتبع في الشارع كأنها حاجة عادية، والعربيات ماشية عكس الاتجاه من غير ما حد يستغرب. المشاهد دي مكانتش من طبعنا ولا من عاداتنا، لكن للأسف اتكررت لدرجة إننا بقينا نشوفها كل يوم ونتوجع جوانا.
انهيار في القيم والأصول
الموضوع مش مجرد تصرفات غريبة، لا.. ده دليل إن في جدار الأخلاق والقيم اللي اتربينا عليه بدأ يتهد. إحنا شعب معروف من قديم الزمان بالتحضر والالتزام، إزاي فجأة دخل علينا أسلوب غريب وعايز يسيطر؟ والأغرب من كده إن مفيش دراسات أو بحوث كبيرة بتجاوبنا: ليه ده حصل؟ ومنين بدأ؟ ومين أكتر ناس اتأثروا بيه؟
الشباب أكتر المتضررين
اللي ظاهر قدامنا إن الشباب هما أكتر فئة اتأثرت. خاصة اللي عايشين في العشوائيات والزحمة، اللي اتسمت دلوقتي بدولة “التوك توك” و”الميكروباص”. الأماكن دي ما فيهاش تربية ولا تعليم حقيقي، فبتطلع أجيال مليانة غضب وعصبية لأن البيئة نفسها قاسية وصعبة.
البيت هو الأساس. لو الأب والأم مش موجودين كقدوة أو سايبين ولادهم من غير متابعة وحب واهتمام، طبيعي الولاد يضيعوا ويبقوا فريسة سهلة للانحراف. والتعليم كمان ما بقاش يربي، بقى مجرد حفظ وامتحانات. المعلم اللي كان زمان قدوة راح، والمدرسة فقدت هيبتها. فالشباب بيجروا يدوروا على انتماءهم في الشارع أو مع صحاب سوء.
الموضوع محتاج نرجع تاني نبني الإنسان قبل أي حاجة. لازم يكون في مشروع قومي حقيقي يعيد القيم والأخلاق لمجتمعنا. المدرسة لازم تبقى مكان للتربية قبل التعليم. ولازم الدولة تكمل شغلها في تطوير العشوائيات. وكمان الأسر محتاجة دعم يساعدها ترجع لدورها الأساسي. وهنا لازم نفتكر مبادرة “بداية” اللي اتعملت قبل كده.. فين دورها؟ دي المفروض تكون في قلب المواجهة دي، ومحتاجة تتفعل وتتنفذ بجد على أرض الواقع.
كاتبه المقال
إيمان سامي عباس